رفيطال ريكلين – اغما
في هذه الأيام يضاف قسم إضافي وجديد لإتمام الصورة الكاملة في مشروع استصلاح وإعادة تأهيل وادي الملك. هذا القسم هو منطقة ينابيع صفورية، وتحديدًا المقطع القريب من وادي صفورية حيث تمر المنطقة بتغيرات جذرية – المرحلة الأولى ستكون استصلاح الموئل الرطب وتنظيم البنية التحتية ليتم السماح للجمهور الواسع بزيارة المكان والتمتع منه ومن الطبيعة الخلابة. وهذه المرحلة من المشروع هي استمرار تنفيذ استصلاح بنية تحتية ومقاطع طويلة ومختلفة وبناء متنزهات في مناطق مختلفة من الوادي، حيث سيتم إيصال جميع المقاطع في المستقبل لتكون جميعها مشروع استصلاح وإعادة تأهيل الوادي. ان تنفيذ الاعمال في منطقة ينابيع صفوية يشمل إقامة العديد من الموائل الرطبة والمختلفة وذلك بهدف زيادة القيمة والفائدة البيئية إضافة الى فتح مسارات للمتنزهات وتنظيم مواقف لسيارات الزائرين والمتنزهين.
كما ذكرنا، فإن أعمال الترميم وترتيب المسارات في منطقة ينابيع صفوية التي تربط الجزء العلوي من الوادي بالمنطقة الوسطى للوادي، قد بدأت منذ عدة سنوات في القسم الغربي من الوادي من الطريق الجديد الموصل بين بلدة تسيبوري وبساتين صفورية، كجزء من التعويض البيئي الذي بادرت اليه سلطة تصريف واودية كيشون لفتح الشارع، وتم هذا العام زرع الأشجار على طول امتداد هذا القسم (دراسة الحالة – “وادي الملك بين الينابيع وشارع 79”). في العام الماضي، حيث استمرت الأعمال (بما في ذلك توسيع امتداد الوادي، وإزالة الموانع، وترتيب مسارات المشي لمسافات طويلة، وما إلى ذلك) باتجاه الغرب، في منطقة بساتين صفورية، بينما من المخطط قريبًا مواصلة العمل على طول امتداد الوادي في منطقة البساتين.
في الاستطلاعات والدراسات الاستقصائية التي أجريت في بداية مشروع استصلاح وإعادة تأهيل وادي الملك، تبين أن المنطقة الواقعة بين الينابيع ومجرى الوادي هي منطقة ذات فرصة للاستصلاح وإعادة التأهيل البيئي وتعزيز الموائل الرطبة هناك، وهي منطقة موصى بها لتطوير المتنزهات. كما انه تمت التوصية ايضًا لتحويل الطريق القديم الموصل الى بلدية تسيبوري والحديقة الوطنية مما ساهم في انخفاض المجرى وإقامة وإنشاء منطقة متواصلة بدون حواجز هيدرولوجية. وتم تقسيم تنفيذ المشروع في هذه المنطقة إلى مرحلتين، حيث ركزت المرحلة الأولى على المنطقة الواقعة بين الطريق القديم والطريق الجديد المؤدي إلى بلدة تيسبوري (انظر الخريطة). ويتم تنفيذ المشروع بمبادرة من سلطة تصريف واودية كيشون، وذلك بالتعاون مع سلطة الطبيعة والحدائق وبلدة تسيبوري، وبتخطيط وتنفيذ من قبل شركة ليجام للمشاريع البيئية.
لقد تم تعريف منطقة مجمع ينابيع صفورية على أنها مربعات من الأراضي الزراعية التابعة لمزارعي لبلدة تسيبوري (ضمن الإطار القانوني للمنتزه الوطني صفورية)، لذلك، في المرحلة الأولى، توصلت سلطة تصريف واودية كيشون إلى اتفاقيات مع أصحاب الشأن ووقعت على اتفاقية تعويض مع بلدة تسيبوري، حيث أصبح من الممكن وذلك بفضل الاذان الصاغية والمساعدة من قبل المسؤولين في بلدة تسيبوري واستعدادهم للمساعدة في مشروع الاستصلاح وإعادة التأهيل. وتم في هذه المنطقة حتى الآن إنشاء البنى التحتية لاستيعاب الزائرين والجمهور، بما في ذلك مواقف السيارات وتم ايضًا ربط الطريق وتركيب بوابة كهربائية لتنظيم حركة السير. بالإضافة إلى ذلك، تم رصف مسارات المشي التي تخلق تواصلا مباشرة بين ينابيع صفورية ومسار المشي على ضفاف الوادي وتم أيضا إقامة جسرين للمشاة من فوق المياه الجارية.
منطقة التطوير في المرحلة الأولى، قبل بدء الأعمال (من اليمين، أيار 2023) وخلال اعمال التطوير والاستصلاح (من اليسار شباط 2024) – تصوير افي اريش.
فيما يتعلق بالاستصلاح البيئي، تم تخطيط مسار المنطقة وتغييره من أجل إنشاء “اودية منتشرة” – التي تساهم بنشر تدفق المياه من الينابيع عبر الحقل، وبالتالي زيادة وتعزيز الموائل الرطبة التي تشمل على “رماد رطب” – وهي مساحات ميدانية مغمورة بالمياه (في منطقة حددها الفريق البيئي للمشروع على أنها ذات قيمة بيئية عليا)، بالإضافة إلى قنوات للتيارات الصغيرة لتتدفق من المصدر أي من الينابيع إلى الوادي. وتعتمد كمية المياه في منطقة الرماد الرطب على أحداث الفيضانات والتقلبات الموسمية في ينابيع صفورية. وبما أنه ليس هناك مخاوف أضرار الفيضانات في المسطحات المائية الموجودة في هذه المنطقة، فقد كان من الممكن لفريق التخطيط وفريق البيئة الاستشاري للمشروع التركيز على إنشاء منطقة بيئية عالية الجودة تتضمن أيضًا الحفاظ على مجرى مائي تم تحديده باعتباره ذات قيمة بيئية عالية. وبالإضافة إلى القنوات الصغيرة، تم توسيع أحد الاودية بشكل كبير ونقله إلى جانب إقامة البنية التحتية والمسارات بهدف استقبال الزوار والجمهور الواسع، وذلك للسماح بلقاء أقرب بين الجمهور والمياه الجارية. وفي المستقبل، سيتم أيضًا بناء مسارات للمشي لمسافات طويلة. ومن أجل التأكد من أن كل مستهلكي المياه المختلفين يحصل على كمية مناسبة من المياه مقارنة بالمستهلكين الآخرين في أي لحظة، تم تصميم منشأة توزيع مياه حيث تعتمد كمية المياه التي تدخل المنشأة على تأثير ضخ المياه من الينابيع.
أيضًا مقطع وادي الملك الذي يمر بالقرب من المنطقة اليت يتم الاعمال فيها، قد مر باستصلاح وإعادة تأهيل، وفي هذا القسم، تم حفر مجرى الوادي إلى عمق كبير بسبب اعمال البنية التحتية في محيطه وبسبب اعمال الزراعة المجاورة للوادي، اذ تم إقامة قناة عميقة وشديدة الانحدار من أجل استعادة المجرى الصحي، مع البنية التحتية البيئية والبنية الطبيعية للمناظر الطبيعية في محيط الوادي، وقد تم رفع قاع الوادي وتوسيع ضفافه بشكل كبير واعتدال منحدراتها. حيث نشأت مسألة مثيرة للاهتمام بسبب الأهمية الأثرية للمنطقة التي تعد جزءًا من حديقة تسيبوري الوطنية، واحتمال وإمكانية العثور على العديد من الاكتشافات الأثرية وقد قامت سلطة الأثار بتحديد كافة الأعمال الترابية الا انه وفي نهاية الأمر تم الاستمرار في الاعمال وتوسيع الوادي.
قناة وادي صفورية في الجهة الغربية من ينابيع صفورية، قبل وبعد توسيع ضفة الوادي ورفع الأرض (من اليمين واليسار، تصوير: افي اريش، رفيطال ريكلين)
وتجري هذه الأيام الاستعدادات للمرحلة الأولى لغرس الأشجار وزراعة النباتات النهرية في المنطقة التي انتهى فيها العمل، وكذلك رش البذور للنباتات المختلفة في المناطق الرطبة القريبة من الوادي. ومن المتوقع أن يستمر تنفيذ المرحلة الثانية من هذا المشروع في وقت لاحق من العام الجاري 2024 ، والتي في إطارها سيستمر تطوير مدخل الزوار. بالإضافة إلى ذلك، سيتم اتخاذ الترتيبات المرورية لسكان حي القبلاوي المجاور ولزوار المنطقة، ومن المتوقع أن يتم الغاء الطريق القديم وفتح وتعبيد طريق بديل يتجاوز منطقة الينابيع. وكجزء من الاستصلاح وإعادة تأهيل الوادي في المرحلة الثانية، سيتم توسيع المساحة الرطبة والقنوات المنتشرة باتجاه الشرق، كما سيتم توسيع مساحة الموائل الرطبة حول الينابيع. وسيتم تحديد ترتيب مسارات التنزه.
في الختام، لقد جلب لنا معه هذا العام وسيحمل معه، أخبارًا مهمة لبيئة ينابيع صفورية – سواء في الجانب البيئي المتمثل في الاستصلاح وإعادة التأهيل للموائل الرطبة وإعادة انتعاش الوادي وكذلك في جانب المسارات والمتنزه لمسافات طويلة وللسياحة. مما يسمح وسيسمح بوجود حركة الزوار على طول مجرى الوادي ويوفر أماكن ممتعة للإقامة والتنزه بجوار المياه المتدفقة.
لمعلومات واضافات دراسة الحالة – “وادي الملك بين الينابيع لشارع 79”
شكر خاص للسيد يوحاي كورن، من شركة ليغم للمشاريع م.ض، على المساهمة والمساعدة الكبيرة وبتزويدنا بالمعلومات.