You are currently viewing علاج الأعشاب التي تغزو حوض وادي صفورية
تصوير جان مارك دوفور-درور

علاج الأعشاب التي تغزو حوض وادي صفورية

رفيطال ريكلين وطال راطنير

مثل العديد من الأودية في البلاد، ايضًا وادي الملك، “يعاني” من انتشار الأنواع النباتية التي تغزو الوادي وذلك بعد سنوات عديدة من تدهور الحالة البيئية للوادي ومحيطه. حيث ادى حمل المغذيات في الوادي وتآكل التربة والضفاف المكشوفة للوادي، ادى إلى خلق ظروف مريحة جدًا لانتشار أنواع النباتات التي تغزو وحتى تستولي على بعض المناطق المحيطة بمجرى الوادي. وكجزء من مشروع استصلاح واعادة تأهيل وادي الملك، تم العام الماضي بالقيام بعمل منهجي بهدف القضاء على أنواع مختلفة من الاعشاب التي تغزو الوادي على طوله، وذلك بهدف تقوية النباتية المحلية بأخذ مكانها الطبيعي في الوادي وحيطه، كجزء من الترميم البيئي العام في الوادي ومنطقته. وما يميز هذا المشروع هو أنه يقام لأول مرة حيث من الممكن القضاء على الأنواع التي تغزو الوادي حيث ستكون هذه التجربة بمثابة دراسة وتجربة هامة للأودية الأخرى. 

ان النباتات التي تغزو منطقة الوادي، هي نباتات غريبة (ليست محلية) حيث تم توزيعها في مناطق جديدة لا يمكن الوصول إليها بطرق طبيعية، وتتميز بخصائص مثل معدل نمو سريع وتكاثر سريع وقدرة على التكيف ومتانة وقوة. وتتيح هذه الميزات التمركز والتأسيس بشكل سريع وتكون بكثافة كبيرة وبالتالي تقوم هذه النباتات بالتسبب باضرار للنباتات المحلية ومنعها من العيش في محيطها الطبيعي أي في محيط الوادي، وجزء من هذه النباتات تعتبر سلبية وخطيرة حيث تعتبر سامة او تسبب باضرار للأنسان والحيوان على حد سواء، وتعيش وتكبر مثل هذه الانواع من النباتات في الاماكن التي حدثت اضرار نتيجة لتشويش او اضرار قام بها الانسان.

إن ظاهرة انتشار الأنواع النباتية التي تغزو أودية وجداول إسرائيل – سواء نباتات الاودية او النباتات المائية – التي تجد لها مكانًا امنًا في المحيط الرطب للوادي والذي يشجعها ويمنحها إمكانية التطور، ظاهرة شائعة. ونظرًا لخصائص هذه النباتات، يعد التجذير بغرض استعادة النباتات المحلية لتنمو في محيط الوادي مهمة معقدة (ولكنها ليست مستحيلة وممكنة)، وتتطلب المعرفة المهنية والاستمرارية والصيانة على المدى الطويل. معدل النمو والانتشار السريع على طول مسار تدفق الوادي يسرع الحاجة إلى معالجة المشكلة بطريقة نظامية، مع رسم خرائط بشكل منظم وتحديد طبيعة وامكانيات الصيانة على مدى طويل.

على مر السنوات عانى وادي الملك من الإهمال والتدهور البيئي، حيث كان من الممكن العثور على العديد من المواقع في محيط الوادي التي انتشرت بها الأنواع المختلفة من الأعشاب الضارة وسيطرت على المنطقة. أحد أهداف الاستصلاح وإعادة التأهيل البيئي في وادي صفورية هو القضاء على الأنواع النباتية التي تغزو المنطقة على طول الوادي. لهذا الغرض، تم إعداد خطة علاجية من قبل الدكتور جان مارك دوفور-درور،  وهو عالم بيئة وخبير في التي تغزو وطرق معالجتها والقضاء عليها، حيث يستند في عمله على مسح الوضع الحالي الذي أجراه قبل عدة سنوات (لصالح سلطة اودية وتصريف كيشون) حيث تضمنت الخطة تحديد الأولويات وفقًا لحجم التركيز وخطورة الغزو والضرر المحتمل لكل نوع.

صورة جوية لمنحدر وادي الملك، وتم رسم الأماكن التي تتواجد بها الأعشاب التي تغزو الوادي {من تقرير المنتصف لعلاج الأعشاب التي تغزو وادي الملك حزيران 23}
תצ"א של מורד נחל ציפורי, עליו מסומנים מוקדים של מינים פולשים שטופלו (מתוך דו"ח ביניים לטיפול במינים פולשים בנחל ציפורי, יוני 23')

الدكتور دوفور درور اكتشف أن معظم النقاط الإشكالية فيما يتعلق بالنباتات الغازية تقع في أسفل مجرى الوادي، بينما في أعلى منبع الوادي هناك كمية اقل من أنواع النباتات الغازية وفي مناطق ونقاط أقل. ومشكلة كبيرة تم اكتشافها في منحدر ومجرى الوادي ان هناك عدد من البؤر يتواجد بها نوع معين من الاعشاب الضارة باسم باركنسونيا شيخانيت التي تسبب بأضرار كبيرة جدًا ولم يعرف حتى اليوم كيفية التعامل معها والقضاء عليها. حيث قام بتجربة تعتبر جديدة في مجال القاء على الاعشاب الضارة، وكانت تجربة ناجحة ومشجعة. ومن المتوقع الانتهاء من التجربة خلال فصل الشتاء الحالي، ومن بعد ذلك سيتم نشر نتائج البحث والتجربة، ونقل الامر لاماكن إضافية في البلاد لعلاج الأعشاب الضارة.

إضافة لذلك فهناك اعشاب مضرة اخرى تحمل اسم كيكيون وتساحار وكحلحال وغيرها وهي تحتاج لعلاج على الأقل علاج اولي من قبل الخبير والباحث الدكتور دوفور درور للتخلص منها، علمًا ان هناك أنواع ضارة إضافية بالإمكان التخلص منها من خلال أي شخص اخر بواسطة قلعها وجذورها من الأرض أي من محيط الوادي من قبل أي شخص حصل على تدريب بسيط واولي.

من اليمين واليسار – قبل وبعد العلاج خاصة علاج عشبة كيكيون {تصوير جان مارك دوفور-درور}

ايضًا لسكان حوض الوادي ومزارعهم دورًا مهمًا جداً في القضاء على الأنواع الغازية من الاعشاب الضارة، حيث يشكلون قوة مضاعفة بطريقتين. أولاً، السكان والمزارعون بمثابة “عيون في الميدان” لتحديد النمو الجديد للأنواع الغازية من الاعشاب الضارة والإبلاغ عنه. وبالتالي، من الممكن تحديد بؤر جديدة أو ناشئة في مرحلة مبكرة من نمو النبات ومعالجتها بطريقة بسيطة ورخيصة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للسكان والمزارعين، بعد تدريب مهني قصير، الاعتناء بالأنواع التي يمكن معالجتها بسهولة نسبية (على سبيل المثال عن طريق الاقتلاع) مثل نبات البردي النهري وعباد الشمس الشائع وغيرها.

ومن أجل الوصول إلى وضع يساهم ويساعد فيه السكان والمزارعون في جهود استصلاح النباتات في محيط الوادي، لا بد من العمل على رفع الوعي بان المشاكل التي تسببها الأنواع الغازية من الاعشاب الضارة هي مشاكل كبيرة، وكذلك إيجاد المصلحة المشتركة والتعاون بينها وبين اعادة التأهيل للوادي.- مزارع لديه في ارضه نوع من الأنواع الغازية من الاعشاب الضارة ولكن من وجهة نظره فأن النبات لا تسبب أي ضرر، ولا يبذل جهدًا في الإبلاغ عن هذا النبات واقتلاعها. إن الوصول لتعاون بين السكان والمزارعين وبين الجهات المهنية المعنية بعلاج المشاكل ليست دائمًا تكون بالشكل السريع والصحيح وذلك بسبب الشك وعدم الثقة خاصة من اطراف خارجية.

لذلك، فإن فهم الاحتياجات المشتركة والمرونة في المساعدة حتى خارج حدود ونطاق المشروع يساعد على التعاون وبناء الثقة. على سبيل المثال، هفان ناك أنواع من الاعشاب الضارة والغازية تضر أيضًا بالحيوانات الاليفة، مثل نوع بيرتنيون ابيل – وهو نوع من الاعشاب الغازية سيئ بشكل خاص تم اكتشافه في الوادي لكنه لم ينتشر بعد على نطاق واسع في الجليل الأسفل، لذا فإن علاجه مبكرًا هو أمر ضروري وأمر بالغ الأهمية لنجاح التخلص منه والقضاء عليه. وفي النقاط التي تم اكتشافه فيها في وادي الملك، الموجودة في الأراضي الخاصة لسكان البلدات المحاذية يتم التخطيط لبرامج رفع الوعي حول الموضوع بهدف الشرح لأاصحاب الاراضي عن المخاطر عليهم وعلى ثروتهم الحيوانية.

مثال آخر على الهدف المشترك هو القضاء على نبات الهندباء البرية، وهو نبات غازي وشائع جدًا في البلاد ويعمل كمضيف لـ “عثة التفاح الكاذبة” – وهي نوع من الحشرات الغازية التي اصلها وجذورها من أفريقيا ومن جنوب الصحراء الكبرى وتقوم بأضرار كبيرة للعديد من المحاصيل الزراعية. وبعد ان فهم المزارعون في حوض وادي الملك المشكلة، بحثوا عن عامل يساعد في القضاء على نبات الهندباء البرية حول أراضيهم، وشارك مشروع وادي الملك في ذلك، كجزء من عمليات القضاء على الأنواع الغازية المختلفة. وتوضح هذه الأمثلة طريقة لحل المشكلات من منظور الحوض، وهي طريقة متعددة العوامل وبتكلفة مالية منخفضة. حيث ان ادارة الحوض وايجاد الحلول من قبل جهات مختلفة تزيد “العيون في الميدان” وتساهم بتوسيع العلاج إلى نطاق أكبر وأكثر كفاءة. بالإضافة إلى ذلك، يتيح العمل المشترك بالقضاء على الأنواع الغازية زيادة التواصل وعلاقة سكان المنطقة بمشروع اعادة تأهيل واستصلاح الوادي في سياقه الأوسع اضافة الى زيادة فهم أن المشروع يخدم الجميع دون استثناء.

بالإضافة إلى الحوار والدعم والمناصرة مع السكان والمزارعين على طول الوادي، وفي اطار المشروع تم إنشاء مجموعة علمية  تحت إشراف الدكتور احياد ديفيدسون لرصد وتتبع ومعالجة الأنواع الغازية في الوادي. حيث تتكون المجموعة من 20 متطوعًا من البلدات المحاذية لوادي الملك، الذين حصلوا على تدريب مهني وعملي في عدة جلسات تعليمية وتدريبية قبل بدء عملهم الميداني. كجزء من النشاط، يقوم أعضاء المجموعة بمراقبة بشكل مستمر للأنواع الغازية في مختلف أقسام الوادي ويدخلون النتائج في قاعدة بيانات مخصصة، بهدف المساعدة في تحسين العلاج والصيانة.

جزء من النشاط التي قامت بها المجموعة، هي محاضرات توعية في البلدات التي يسكنون فيها، وذلك بهدف المساعدة للتخلص من الأعشاب الغازية والضارة، ولاحقا ستقوم المجموعة بالانضمام الى بحث تقوم به جامعة حيفا في اسفل وادي الملك، {مقطع مرلين}. يذكر ان هذا ليس اول نشاط تعليمي وتثقيفي حيث كان خلال العامين الماضيين العديد من النشاطات في المجال من قبل سلطة اودية وتصريف كيشون،  كجزء من التخلص من الأعشاب الغازية والمضرة.

لقاء لتأهيل ناشطين في اطار كشروع العلوم في مجال الأنواع الغازية {تصوير نير باباي}
מפגש הכשרה לקבוצת הפעילים בפרויקט מדע אזרחי בנושא מינים פולשים (צילום: ניר פפאי)

لقد تم اقامة مشروع القضاء على الأنواع الغازية في العديد من المشاريع، الا ان وادي الملك  هو بمثابة تجربة عملية في محيط الحوض. والامر يتطلب نهج عمل مختلف وتعاون بين العديد من الأطراف في هذا المجال. وميزة هذا النهج هو أن الفعالية في إبادة الأنواع الغازية تكون أكبر حيث تتم معالجة مساحة أكبر في وقت معين، وكذلك ان المعالجة تتم على جميع الأنواع الغازية، وليس اختيار نوع واحد لتلك النقطة الزمنية.

في نهاية المعالجة الاولى وفي الاجزاء الكبيرة التي تعتبر من التحديات الكبيرة على طول الوادي، ستكون هناك حاجة لاستمرار الصيانة على مدار الوقت من قبل سلطة تصريف واودية كيشون، لذلك في حال ان العلاج الاولي والاساسي تم بشكل جيد وصحيح، وتم نقلة للأخرين بالشكل الصحيح فان الصيانة العادية ستكون بشكل مهني ومستمر

ان المعرفة الكبيرة والاستنتاجات التي كانت خلال السنة الأخيرة في اطار المشروع في مجال التخلص من الأنواع الغازية والمضرة، وبمجال التعاون المشترك مع كافة الأطراف في المنطقة، إضافة الى الجوانب التقنية والمهنية وجانب الميزانيات والتكلفة، كل هذا من الممكن ان يكون مثل لمشاريع أخرى في اودية أخرى في البلاد.

اترك تعليقاً