You are currently viewing الكنوز المخفية في حوض وادي صفورية – كأساس للتخطيط وتطوير الحيز السياحي

الكنوز المخفية في حوض وادي صفورية – كأساس للتخطيط وتطوير الحيز السياحي

د. دليت غسول

مخططة سياحة

يتمتع حوض وادي صفورية بكنوز وافرة مخفية وطبيعية والتي هي من صنع الإنسان والبشرية والمجتمع. هذه الثروة هي الاساس لتطوير البنية التحتية على طول الوادي لصالح الجمهور، الذي يأتي بأعداد كبيرة ويتمتع من خيارات ترفيهية وتسلية في وادي صفورية. ان المخطط لبرنامج التمكين السياحي يطمح لتوسيع دائرة المستفيدين من هذه الكنوز ولتطوير نظام بيئي للسياحة الاقتصادية يمكّن المجتمعات المحلية في محيط الوادي.   الراحة وسياحة واقتصاد ان النظرة العامة لموضوع “الراحة” أنها القت غير مخصص للعمل والاحتياجات الوجودية الحياتية كما معروفة. ويمكن قضاء وقت الفراغ والراحة في البيت (القراءة ، الفن ، العمل في الحديقة)، في الحيز القريب (الرياضة ، المشي ، لقاءات اجتماعية أو الثقافية)، أو في الحيز البعيد كنشاط سياحي. ان مصطلح “السياحة” له العديد من التعريفات، والتي بعضها يشير إلى المسافة والوقت الذي يسافر فيه الشخص خارج بيئته المعيشية العادية واليومية، و/أو العامل الذي يحفز الشخص (الدافع للسفر) للنشاط السياحي. المتنزه هي حركة الزوار والمقيمين في المناطق المفتوحة، والتي يتطلب وجودهم بنية تحتية لمسارات التنزه وركوب الدراجات الهوائية، وتطوير الاماكن الجميلة، للتوقف والبقاء في مداخل المسارات التي من الممكن ان تتوقف بقربها السيارات وبعض البنية التحتية الخدماتية. ان السياحة عمليًا نظام علاقات بين البنية التحتية وبين السفر والاستجمام، ومجموعة متنوعة من الخدمات مثل النوم والمطاعم والمعالم السياحية والتجارب الخاصة الممتعة. ان دوافعنا للسياحة تأتي اولا بسبب البحث عن المتعة خبرة أو عن الإثارة واكتشاف امور جديدة. وهناك من  يسمي لزمن الاستهلاك الحالي  Exponomy  “اقتصاد التجربة” والذي يتعامل مع إضافة قيمة خاصة لكل إلى منتج أو خدمة من خلال تجربة المستهلك الخاصة. واقتصاد الخبرات هو الدافع الاساسي والرئيسي لتطوير الحيز السياحي.   من هنا، وبالنسبة للتخطيط السياحي في حوض وادي صفورية، نحن نرى في حيز الوادي على انه حيز للتسلية والسياحة والتجربة والمتعة والاقتصاد، اي ان هدفنا ان نزود تجربة ممتعة كجزء من احتياجات سكان المنطقة بالقرب من بيوتهم، اضافة لحيز سياحي في الطبيعة الخلابة لكافة سكان الدولة.   وبشكل معين ايضًا للسياحة الواردة من خارج البلاد، والتي تجوب كافة المناطق خاصة بين حيفا ومدينة الناصرة. الى جانب هذه الاهداف لتطوير السياحة، فانه في مخطط استصلاح واعادة تأهيل وادي صفورية هناك اهداف واضحة للمساهمة بتوسيع المشاريع الاقتصادية والمصالح واقامة التعاون المشترك بين المصالح التجارية، وبناء الاطر الاقتصادية والتعزيز الاقتصادي لسكان المنطقة، اضافة الى اهداف بيئة كزيادة الوعي للحفاظ على البيئة وايضًا للمحافظة على الارث المحلي وزيادة التداخل الاجتماعي، كل هذا من اجل المساهمة بالحفاظ وبناء السياحة في الحيز. لتطوير السياحة بشكل غير مراقب هناك تأثيرات سلبية، على سبيل المثال انتاج ورمي نفايات غير مراقبة او معالجة، رمي النفايات في اماكن مفتوحة والتسبب بالتلويث والمس في البيئة اضافة الى التخريب وسرقة منتوجات زراعية، الى جانب وجود تجمعات كبيرة للزائرين والسائحين دون تخطيط. الا اننا ومن خلال التخطيط الصحيح نعمل على تقليص المخاطر والظواهر السلبية وتعزيز تداخل المجتمع والاستفادة والربح من السياحة.     الكنوز المخفية لحوض وادي صفورية – عرض وطلب ان حوض وادي صفورية مرتبط بشكل مباشر بعدة مراكز هامة ومعروفة في مجال السياحة منها مدينتي حيفا والناصرة، في وسط الحوض هناك طاحونة الراهب، وهي مبنى وكانه قصر اقيم على ضفى الوادي، اضافة الى مبادرات سياحية في العديد من البلدات المحيطة التي تستند بالأساس على مجال دمج السياحة والزراعة والتراث ان حوض الوادي عبارة عن “ممر انساني” يربط بين الاشخاص، وينتج عنه لقاء ثقافات هي عبارة عن مراكز سياحية وتسلية ومتعة في الطبيعة الخلابة والمفتوحة، حيث انه في منطقة حوض الوادي تم الحفاظ على الطبيعة، وعلى المزارع المختلفة الزراعية والمواشي وعلى المناطق الاثرية، وكل ذلك هو بمثابة القوة التي تجذب السائحين اليها في البلدات العربية التي تحيط وادي صفورية تطورت وتتطور مبادرات سياحية مميزة، ثابتة واصلية، والتي تحافظ وتعزز وتقوي الثقافة المحلية الغنية والتي تساهم بالحفاظ على التقاليد ففي منطقة الوادي هناك العديد من مسارات المشي الهامة بالمنطقة والتي تعد من اجمل واهم مسارات المشي في البلاد عامة والمنطقة بشكل خاص. سلطة تصريف اودية الكيشون، تعمل خلال السنوات الاخيرة بكل فعلي في اعادة تأهيل واستصلاح وادي صفورية وبما في ذلك منع تلويثه، وبناء متنزهات واماكن ترفيهية وتواصل وربط واقامة التعاون بين كافة السكان والمجتمعات على طول الوادي. حيث ان كل المشاريع البنيوية التي يتم اقامتها ساهمت بإقامة حركة من   المشاريع السياحية على امتداد طول الوادي والتي تعتبر محرك اقتصادي سياحي هام جدًا، منها مطاعم جولات سياحية غرف ضيافة وفعاليات ومناسبات شعبية. ان البنية الاساسية والمعروفة جدا في المنطقة، متنزه بمسافة 20 كيلو متر على ضفة الوادي، والتي حولت وادي صفورية ومحيطه لاحد الاماكن السياحية المعروفة والشعبية في منطقة الشمال، حيث انه وعلى مدار المتنزه بطويل 20 كيلو متر، تتنزه العائلات، ويتم ممارسة الرياضة والركض وركوب الدراجات الهوائية، وتجلب هذه المنطقة وحدها     خلال مسح اقيم في اطار التخطيط في حوض الوادي، فقد وجد ان هناك ما يا اكثر من 200 مصلحة تجارية سياحية تعمل في المنطقة، مع فارق كبير في مجال العمل والنشاط بين اعلى المنطقة واوسطها ونهاية المنحدر فيها، عمليًا فان غالبية المصالح التجارية السياحية موجودة في البلدات بمركز الوادي، جزء منها في مجتمعات تعتاش بالأساس من مجال السياحة كبلدة تسيبوري وبيت ليحيم هجليليت، وجزء ايضا في مراحل التطور في بلدات بدوية مثل الزرازير والكعبية طباش حجاجرة، الذين يعرضون مبادرات ومجالات جديدة ومختلفة من الضيافة البدوية البيتية، والورشات والنسيج والجولات للحكواتيين وغيرها، ويصل عدد العاملين في مجال   20 بالمائة من المصالح التجارية السياحية من الممكن تعرفيها على انها سياحية زراعية، والتي تعتمد على الزراعة بكافة اشكالها، وبالمقابل فان مجال الضيافة الزراعية الذي هو رافعة اقتصادية هامة موجود بنسبة قليلة جدا في المنطقة.   الصورة المستقبلية – حيز سياحي رائد   ان الفوز بمسابقة مؤسسة “ياد هنديف” يضع عمليًا مشروع استصلاح واعادة تأهيل وادي صفورية في سلم الاولويات في المجال، ويمنح امكانية التطوير والتطور الاقتصادي بهدف تحريك مشاريع مختلفة في منطقة وادي صفورية ايضًا في مجال السياحة. ان مجال السياحة في المخطط يمنح امكانية التخطيط واقامة وتطوير وتعزيز السياحة بمنطقة وادي صفورية، التي تروي للسائحين والزوار قصة الوادي، والمياه، والسكان والتراث، وذلك بواسطة بنية اقتصادية محلية لمبادرات سياحية التي تشمل ضيافة سياحية، سياحة زراعية، سياحة مشتركة، رفع السياحة بالمجتمع العربي، وخاصة السياحة التراثية. تخطيط العمل مقام على اساس خلق وايجا “مجتمعات سياحية”  التي تشمل مبادرين بمجال السياحة وفعاليات سياحية نشطة واقتصادية مختلفة، التي تتوجه لجمهور هدف واسواق مختلفة للسائحين في البلاد والخارج وذلك من خلال ايجاد منتوجات سياحية خاصة  التي تعتمد على التشخيص والتعددية للمجتمعات في حوض الوادي، الذين يستقطبون جماهير جديدة من اسواق جديدة، يقومون بتمديد فترات الزيارات وبالتالي يساهمون في رفع السياحة اقتصاديًا  لكافة السكان في حوض الوادي ان تعزيز السياحة وتطويرها من شأنه ان يقوي المسيرة التي يصبح فيها المجتمع شريكًا، ويتحمل المسؤولية، ولديه انتماء، ويكون نشطًا، ومهتمًا ومشتركاً ، ويضيف قيمة هامة لمشروع حوض وادي صفورية ليكون نموذجا ملهمًا لمشاريع في اماكن اخرى    

اترك تعليقاً