عن المشروع
عن المشروع
تقوم سلطة تصريف الكيشون في هذه الأيام بالتخطيط وبتنفيذ احد اهم المشاريع في المجال – استصلاح وتأهيل حوض وادي صفورية، وذلك بمشاركة مؤسسات وسلطات رسمية محلية وقطرية الذين يطمحون في تحويل المكان الى مسار في الطبيعة، به المناظر الخلابة والمتنزهات وامكانية التسلية والترفيه والسياحة. وفي هذه المرحلة يتركز العمل على طول 32 كيلومتر يشمل 300 كيلومتر مربع، من منطقة الناصرة وحتى حيفا.
السياق الاقليمي
وادي صفورية هو أحد أهم الاودية الساحلية في إسرائيل، وهو وادي صلب يتدفق من جبال الناصرة ويصل حتى خليج حيفا ويصب في البحر مع نهر الكيشون {المقطع}. والوادي عبارة عن مساحة مفتوحة للزراعة والطبيعة والمناظر الطبيعية الخلابة ولحيز الإنسان المنسوج عبر التاريخ. محور الجدول هو مسار بيئي قطري يمتد من بحيرة طبريا إلى البحر الأبيض المتوسط ويربط بين حيز المدينة بمنطقة جبال الناصرة ومنطقة حيفا.
خلال السنوات الأخيرة نشهد اتجاهًا متزايدًا لأحداث متطرفة، تتجلى في الفيضانات والأضرار الجسيمة التي تلحق بالبناء والبنية التحتية وحتى خسائر في الأرواح. كل هذه الأمور تلفت عناية الجمهور عامة إلى عواقب عدم إدارة جريان المياه بالشكل الصحيح، ولكن أيضًا إلى حقيقة أن هذه عمليات تشكل جزءًا من اتجاه واسع الانتشار مثل تغير المناخ والنمو السكاني وتطوير البنية التحتية والبناء المتسارع، مما يؤدي إلى تقليص المساحات المفتوحة والأضرار التي تلحق بالسهول وتجمعات الأودية، وتزيد من العواقب وأضرار الفيضانات التدريجية للإنسان وللطبيعة.
ان عواقب هذه الأضرار ادت لدى المؤسسات العامة العاملة بمجال التخطيط والمراقبة والمنفذة للمشاريع البنيوية، ادت إلى ادراك ان هناك حاجة لمعالجة جريان مياه الاودية والعمل على تغيره وتعديله – بداية من إزالة او تقليل حدة الجريان وترتيب وتنظيم قنوات الصرف، إلى تبني نمط ونهج إدارة / تصميم أحواض متعددة المنظومات، أو باسمه الكامل – “نهج ادارة الحوض المتكامل”، والذي يشير إلى جميع موارد الحوض وجوانبه ومشاكله واثاره على اعالي واسفل الحوض.
خلفية الفوز بالمسابقة
ان الفوز بمسابقة اختيار حوض وادي صفورية كأحد الاودية الهامة ليتم استصلاحه واعادة تأهيله، من قبل سلطة تصريف وادي كيشون، وهي مسابقة من قبل مؤسسة “ياد هنديف” هي نتاج عمل مشترك من قبل طاقم واسع من المستشارين والمخططين، حيث يولي المشروع والقائمين عليه اهمية كبرى للتخطيط ورؤية تخطيطية شاملة لكافة موارد الوادي من جوانب مختلفة بما في ذلك خطة خماسية ومنظومة ادارة طويلة الامد كجزء من تنفيذ الرؤية الشمولية.
نقلة نوعية
تعكس الخطة مفهوم ورؤية التخطيط وإدارة حوض الوادي الذي يقترح نقلة نوعية لتخطيط الاودية – من التطرق إلى قناة الوادي – إلى الرؤية الشمولية للحوض، من منظور ضيق للمنظومة الهيدرولوجية- إلى مفهوم إزالة الجريان السطحي – إلى إدارة الموارد المائية. حيث يعتمد المخطط على مفهوم متعدد الطبقات يرى النسيج الاجتماعي في الحوض جزء لا يتجزأ من اعادة تأهيل واستصلاح الحيز من خلال السعي للحفاظ على عملية اجتماعية عميقة من خلالها يحافظ المجتمع على الوادي ويحافظ الوادي على التواصل الاجتماعي. وهي تقوم على تذويت المفاهيم الحالية للإدارة المستدامة لحوض الوادي وفي الوقت ذاته تقوم بترجمة هذه المفاهيم الى اعمال وافعال لكل الحيز.
نموذج تعليمي
ان مشروع استصلاح واعادة تأهيل حوض وادي صفورية هو مشروع متعدد الطبقات وفريد من نوعه ورائد، وسيكون نموذجًا تعليميًا لاستصلاح واعادة تأهيل اودية اخرى في اسرائيل. حيث سيشكل المشروع برنامجًا أساسيًا لتطوير نموذج عمل متعددة التخصصات والذي يساهم بالمعرفة والخبرة ومنح الأدوات اللازمة للعمل – المحلي والدولي، الذي يحدث ويتداول هذه الأيام. لذلك تم التركيز على منظومة معلومات ومنظومة استراتيجية تخطيطية لإدارة المعلومات وفقًا لمنظومة معلومات الرصد الجغرافي الدقيق GIS وغيرها.
يرافق مخطط استصلاح وتأهيل الحوض ايضًا خطة تنفيذية وهي عبارة عن اقامة برنامج مشتركة لإستصلاح واعادة تأهيل الحوض صيانته ورعايته، ويتضمن هذا البرنامج عشرات المشاريع البنيوية والاجتماعية بهدف تنفيذ وتعزيز المشروع عامةً، والتي من شأتها مستقبلًا تغير الواقع في الحوض خلال فترة قصيرة اضافة الى تقوية وعزيز العمليات المركبة والمعقدة على المدى الطويل.
ان عملية بناء النموذج تتم من قبل شركة “اغما”، والتي اضافة لكونها تركز المعلومات والمعرفة لبناء نموذج المشروع، تعمل أيضًا كمسؤولة عن تركيز الخبرة والمعرفة الحالية في مجال إعادة تأهيل حوض وادي صفورية في سيرورة وعملية التخطيط. ويتم تنفيذ الامر بواسطة إقامة المسوحات المهنية الميدانية وتقديم المواضيع ذات الصلة بعملية التخطيط ، اضافة لإقامة الندوات عبر الإنترنت، والندوات الوجاهية، والاجتماعات المهنية مع الخبراء والمحترفين في المجال.
شراكات, مشاركة, وعمل اجتماعي في محيط الوادي.
تتم مرافقة المشروع بصورة فعالة من قبل أصحاب الشأن وممثلي جمهور لقد تأسس نظام يستند على دوائر مرجعية وعمل مندمج وهي كما يلي: شراكة لإدارة حوض وادي صفورية (شراكات بكل منطقة ومنطقة , المنطقة العليا الوسطى ومنطقة المصب) شراكات وفقًا للمواضيع ولقاءات مع شخصيات مركزية ومؤثرة في منطقة الوادي، واشراك الجمهور عبر المنصات المختلفة.
ان الشراكات في كل منطقة ومنطقة والشراكات وفقًا للمواضيع تعد قاعدة اساسية لتحليل التحديات والفرص ودراسة الوضع الحالي، وفي صياغة الصورة المستقبلية المرجوة وصياغة أهداف المشروع,. وفي وقت لاحق سوف يشاركون في صياغة التوجيهات وخطة العمل. حيث ان الشراكة في إدارة الحوض سترافق سير المشروع وصياغة السياسة، وتناقش القضايا الأساسية في التخطيط والمشروع، وتحدد ما هو سلم الاولويات. بالمقابل لهذه النشاطات المشتركة في الوادي يتم اقامة اجتماعات ولقاءات مع مجموعات وأصحاب شأن مع كافة الجمهور (لقاءات وجاهية وعبر الإنترنت)، حيث يتم بها طرح وتقديم نتائج التخطيط للتغذية الراجعة. وللملاحظات التي يتم تدوينها خلال اللقاءات هناك اهمية كبرى ويتم اخذها بعين الاعتبار خلال التخطيطات المختلفة في كافة مراحلها . ان تشكيل نسيج الشراكات في المشروع يعتبر شيء جديد وخطوة مبتكرة، ويقف في مركزها دمج كافة اصحاب الشأن واصحاب الصلة بهدف احداث التغيير المنشود، بحيث يكون المشروع مستدامًا ويستمر لوقت طويل حتى بعد مرحلة التخطيط للمشروع.
مرحلة التخطيط
يعتمد البرنامج على دراسة معمقة وسنوات عديدة من المعرفة والإلمام في مجال التخطيط، على كافة المستويات بالإضافة إلى استيعاب دراسات نقدية للتخطيط الحالي القائم والذي يقوم بمراجعة التخطيط والمبادرات التخطيطية في الحيز.
في المراحل الأولى من العمل، بدأت تطفو وتظهر الأسئلة والتحديات والتي سترافقنا على طول الطريق – “كيف يتم تحقيق النقلة النوعية؟”، “كيف يتم خلق وايجاد ورفع الوعي لحوض وادي صفورية؟” ، “لمن نخطط ؟” و “ما هي حدود التخطيط؟”. لم يتم ايجاد الاجوبة على هذه الاسئلة بشكل كامل بعد ، لكنها مثال على التخبطات والمعضلات العديدة التي ترافق المشروع ، وتشير بالحاجة الى مرونة تسمح بالتفكير العميق بفكرة القيمة المضافة والخصوصية التي من الممكن ان يأتي بها هذا المشروع.
مع طرح هذه الأسئلة التي امامنا، تم إطلاق الخطة. وتم وضع منهجية عمل منظمة لمرحلة دراسة الحالة الحالية وتضمنت مرحلتين رئيسيتين: المرحلة الموضوعية – أي الدراسة الميدانية من طاقم العمل، بناءً على مجال خبرتهم، والمرحلة التكاملية – التكامل متعدد التخصصات، من خلال كشف التحديات والفرص في مناطق التخطيط الثلاثة، مع تدريج أهميتها
على هذا الاساس تمت صياغة رؤى تكاملية وفقًا للمكان والأحواض ، والتي تشكل الأساس لمساحة العمل، على المستوى العملي في الميدان وعلى مستويات أخرى مثل: التعليم وبناء الثقة وجوانب الإدارة وغيرها.
فيما يلي الرؤى الأساسية التي انبثقت عن تحليل الوضع الحالي للبرنامج:
- جودة مياه منخفضة – ان ادخال مياه الصرف الصحي، وتلويث المناطق الصناعية، وبقايا رش السماد والمواد الكيميائية في الحقول، وعدم تطبيق القانون من قبل المؤسسات المختلفة وعدم التعاون بين كافة الجهات المهتمة في البنية التحتية
- المس المستمر في سير الجدول – الشريط المحدود للجدول، الذي اخفى مسارات قديمة وتسبب باضرار للوادي، اضافة الى زراعة الحقول التي تساهم في وجود فيضانات، والزراعة على ضفة الوادي وبالقرب منها، وترك المواشي ترعى وتقترب من الوادي بشكل كبير وفصل تيار المياه عنه
- انعدام استغلال المياه بشكل حكيم – واستخدام امور بشكل غير ذكي تمس في المنظومة (مثل انقراض الموائل الرطبة والتربة الثقيلة، وانخفاض مستويات المياه الجوفية) أو عمليات (مثل تآكل التربة) التي تعتمد على دوره المياه الطبيعية ، والصراعات المختلفة واحتياجات تطوير البنية التحتية، والزراعة القديمة والحديثة، السكن والعمل.
- عدم الاهتمام في الينابيع – مصادر الوادي هي بمثابة خطر دائم في اعقاب اعمال التطوير البنيوية في محيطه
- المزارع الرطبة – المسح والحماية والاستصلاح للمزارع الرطبة في حوض وادي صفورية {الينابيع، وبرك تجميع مياه الشتاء} جزء منها غير معروف بتاتًا وجزء بعيد عن ضفة الوادي
- تقاطع الوادي والمسار الطبيعي – على طول ثلث من مسار الوادي تتم الزراعة العصرية في الحيز الحديث. حيث ان القسم الضيق لا يترك علامات في المنطقة، والسدود والحواجز الفعلية في الوادي، والبناء في القنوات المختلفة وسحب المياه هي جزء من الاضرار التي يجب معالجتها.
- فرص متعددة في منطقة الاحراش وامكانية تعاون مع كيرن كايميت – علاج موضوع الفيضانات، والمراعي، والمزارع الرطبة واقامة متنزهات وغيرها.
- امكانية الوصول للوادي ضئيلة – عدم التواصل وعدم استمرارية المسارات على طول الجدول ونظام السير بشكل عام، وعدم وجود مسار من اعالي الوادي حتى اسفله، وعدم تمكن اصحاب الاحتياجات الخاصة من الوصول للمنطقة، وعدم ربط البلدات بالوادي وعدم اقامة المراكز، والمداخل واقامة مواقف السيارات.
- إمكانيات سياحية وترفيهية لا يتم استغلالها على الرغم من الحاجة الماسة للمساحات المفتوحة لسكان المنطقة، إلى جانب الإمكانيات الاقتصادية والسياحية التي لم يتم استغلالها
- ان الحيز مليء بالروايات التاريخية والمعاصرة التي تشكل حتى يومنا هذا المشهد الطبيعي والعلاقات بين الاشخاص والمؤسسات في الحيز. ما هي القصة المشتركة؟
- انعدام الانتماء للوادي – كيف نقوي الرابط والتواصل والانتماء للوادي ?
- انعدام الثقة بين الاشخاص / المجتمعات وبين الاشخاص والمؤسسات الرسمية
- عدم وجود رؤية واحدة وواضحة وشراكة وعدم معرفة التأثير الذي تسببه الاعمال في اعالي المنحدر
- عدم وجود لغة تخطيطية واحدة ومشتركة لتخطيط واحد في حوض الوادي.
- انعدام رقابة مناسبة وصلاحيات، وتطبيق للقانون وردع كل هذا يؤدي الى عدد كبير من الاضرار البيئية مثل رمي النفايات المختلفة والمتنوعة ومنها نفايات البناء وبقايا الذبائح ومياه الصرف الصحي التي تجري في الاماكن المفتوحة، من هنا فان الصعوبة في التعامل مع تأثير سلبي للأعداد الكبيرة للزائرين والمتنزهين.
الرؤية والاهداف
ان المرحلة التي يتواجد فيها المخطط اليوم هو تلخيص عملية صياغة الصورة المستقبلية المرجوة وتحديد أهداف المخطط. ان مرحلة صياغة الرؤية والأهداف هي مرحلة مليئة بالتحديات، لأن كل شخص يتخيل صورًا مستقبلية مختلفة، والتي يمكن أن تكون أحيانًا متناقضة وتأتي واحدة على حساب الاخرى. على سبيل المثال – ليس بالضرورة ان تتوافق رؤية زراعة الأحواض المزدهرة مع رؤية حوض يشهد زيادة في السياحة ويجتذب آلاف الزوار كل عام.
مع ذلك، ونظرًا لأن هدف البرنامج هو إحداث تغيير عميق في الوعي لسكان منطقة حوض وادي صفورية، هذه أيضًا واحدة من أهم المراحل في العملية، بما ان الصورة المستقبلية واسعة و جريئة بما يكفي لإلهام الشركاء في الرؤية ولإسماع صوتهم، فان بهذه الطريقة من الممكن تصميم وتأسيس رؤية شمولية لكافة الاحتياجات للشركاء في المسيرة، حيث ان الصورة المستقبلية المشتركة تكون الاساس الذي يتم من خلالها تنفيذ التخطيط
ان مسيرة صياغة الصورة المستقبلية المرغوب فيها بالمشروع، يتم في 3 مستويات ويستند إلى (1) نتائج لقاءات واجتماعات شراكة في المنطقة، (2) ورشة عمل مخصصة لفريق التخطيط (3) نتائج الاتفاقات بين سلطة تصريف كيشون وبين مؤسسة ياد هنديف.
بناءً على هذه التوافقات، تم صياغة وثيقة مركزة تمثل الصور المستقبلية المرغوب فيها ذات القيمة في المجالات الأساسية للمشروع: الحفاظ على موارد المياه، تطوير الحيز ، دور الشركاء في الحوض ، وإدارة المساحات المفتوحة، التطوير الاقتصادي السياحي العام الذي يعتبر قاعدة لرفاهية اجتماعية ومساواة بالفرص، وتطوير الزراعة، وخلق الانتماء والتعاطف لدى سكان المنطقة مع الوادي.
تشمل المرحلة التالية من المشروع تطوير اتجاهات عملية تستند إلى مبادئ التخطيط الواضحة في الحيز، وصياغة بدائل تخطيط، وبناء خطة عمل تمثل الانتقال من التخطيط الى التنفيذ على ارض الواقع والتي من خلالها يتم بناء أسس التخطيط وتنفيذ المشاريع وفقًا للرؤية المستقبلية المستدامة.
كتبوا المهندسون: عاتيليا نمير، ميخال بن شوشان، رينات ريزكوف