طال راطنير: مدير قسم التربية والمجتمع والبيئة – سلطة تصريف كيشون
ان التوجه في استصلاح حوض وادي صفرية –وادي الملك- يطمح بخلق تقارب بين السكان والمواطنين والزائرين وبين المحيط والبيئة التي يعيشون بها، وجزء من هذا الترابط يبدأ مع التخطيط للبيئة الخضراء المتشابهة والمتقاربة في محيط الحوض. وان التخطيط لإقامة لغة تخطيطية تصميمية مشتركة في كل الحيز هو بمثابة تحدي كبير امام المهندسين والمصممين العاملين في مجال التخطيط البيئي في البلاد والعالم. على سبيل المثال فان في دول مثل استراليا وبريطانيا تم كتابة العديد من كتب التوجيه والارشاد من اجل تعريف وتطبيق وتذويت كل ما يتعلق في الهوية التصميمية المناسبة في الحيز العام {رابط}
في مشروع استصلاح واعادة تأهيل وادي صفورية –وادي الملك- كانت هناك حاجة لإيجاد وخلق لغة هندسية تصميمية خاصة حوض الوادي، والذي يساهم ويساعد في ان يشعر سكان وزوار المنطقة بالانتماء والارتباط للمكان وليعرفوا بشكل اضح انهم يتواجدون في محيط حوض الوادي، وهو ما يعرف ب “الشعور بالمكان” (sense of place) من الجانب الجغرافي الواسع وعلى وجه الخصوص في حوض البرك المائية في، وهذه بحد ذاتها مهمة مركبة وغير سهلة. ولكي يتم معرفة وفهم هذه المهمة بدأت في العام الاخير مسيرة مميزة وخاصة لتشخيص اللغة التصميمية في حوض وادي صفورية، وذلك بقيادة مكتب هندسة الحدائق “نحلات هكلال”.
وقد قمنا باستضافة الدكتور دانيال مطكالف، وهو خبير في مجال التصميم الصناعي، وعضو في مكتب لهندسة والتصميم “نحلات هكلال” ويقود مسيرة خلق لغة تصميمية في مشروع استصلاح واعادة تأهيل وادي صفورية لصالح سلطة تصريف واودية كيشون.
يشمل حوض وادي صفورية العديد من القيم والمناظر الطبيعية، جزء منها فريد من نوعه على المستوى القطري، وفي نفس الوقت، من أكثر الميزات والسمات الفريدة هي الثروة المجتمعية والموارد الثقافية في المنطقة. حيث يقوم الوادي بربط منطقتين تعتبران مركزيتن الاولى منطقة حيفا الكبرى والثانية الناصرة الكبرى وفي الوسط على طول الوادي توجد قرى تسكنها مجتمعات مختلفة من المجتمع العربي، إلى جانب بلدات يهودية مختلفة منها تعاونية وبلدات زراعية وغيرها.
ان الاختلاف بين المجتمعات قد ينتج صراعات كثيرة في الحيز الا انه ايضا من الممكن ان يكون قاعدة واساس لبناء حيز مشترك وغني، يتميز بحصانته وثروته، ونقطة تكوين وانطلاق سيرورة مجتمعية تعزز الحصانة والتكافل موجودة في المجتمعات نفسها.
عشرات سنوات بحث في مجال استصلاح واعادة تأهيل الاودية، علمت العاملين في المجال ان الطريق الانسب لاستصلاح الاجهزة الطبيعية للأودية هي ربط كل القوى والامكانيات المختلفة باتجاه واحد متزن، وهذه العمليات والمسيرات المهنية لإعادة تأهيل الاودية اطلق عليها اسم : حلول تعتمد الطبيعة (nature based solutions). ومن هذا المنطلق تم ايضا اطلاق اسم “حلول تعتمد على المجتمع” (community based solutions ). لتكون مسيرة مشابهة حيث يتم ايجاد الحلول من داخل المجتمع وهي تعتمد على قوة المجتمع لإقامة وخلق حيز مشترك يقوم بتزويد خدمات ومعلومات وادوات لأصحاب الشأن، اضافة الى اقامة التواصل والتشبيك في الحيز المشترك في مجالات مختلفة.
إن الأضرار التي لحقت بالأودية والمناطق المفتوحة في إسرائيل هو نتيجة أفعال واعمال بشرية ناتجة عن انعدام الوعي بأهمية الاودية والمناطق. حيث ان النتائج تشير الى ان اعادة تأهيل واستصلاح الاودية في العقود الأخيرة غير كافية وغير ممكنة مع مرور الزمن بدون عمل ومشاركة المجتمعات صاحبة الشأن والقريبة من تل الاودية، حيث ان هذه المجتمعات هي بمثابة المفتاح لإحداث تغيير هام وكبير في حالة الاودية والبيئة الطبيعية.
من هنا فان اساس قاعدة العمل المجتمعي، والذي يقام منذ سنوات عديدة في حيز وادي صفوية وايضًا في الاودية المختلفة في البلاد، هي تغير انماط التفكير واقامة حلقة الوصل مع التربية وتجنيد الطلاب وافراد المجتمع عامة من اجل الهدف الاهم وهو استصلاح واعادة تأهيل الوادي
ان مشروع استصلاح واعادة تأهيل حوص وادي صفورية يعمل بالتعاون مع اصحاب الشأن المختلفين من اجل التخطيط والعمل المشترك ويقوم بربط وتشبيك المجتمعات المختلفة التي تقطن في منطقة الوادي وكشفهم على المشاريع والمخططات التي يتم اقامتها في الميدان منها عمليات الاستصلاح وبرامج التربية والتوعية لكن يقدم هذا البرنامج أيضًا مكونًا آخر: تحديد وتمكين وتدريب الأعضاء النشطين في مجتمعات الوادي أو الأفراد الذين يرغبون في العمل والتأثير في الحيز، حيث اننا نرى ان تطوير القدرات وتمكين الأفراد والمجموعات في المجتمعات هي أداة اضافية لتوسيع الدوائر وخلق التواصل وبناء الثقة وتطوير القدرات.
تشمل عمليات التأهيل التي تم تطويرها في حوض الواديـ تطوير المهارات التي تم تحديدها على انها مركزية بما في ذلك: بناء التعاون، ومهارات الاتصال وخاصة بناء الثقة، وقيادة الرؤية والعمل على جعلها حقيقة واقعية. حيث إن اكتساب هذه المهارات إلى جانب التواصل مع أصحاب الشأن في الحيز يمكن الناشطين باكتشاف قدرتهم على التأثير في الحيز الذي يعيشون فيه وعلى مجتمعهم.
هذه العملية تساهم في اقامة ولق قيادة مجتمعية مدنية ملتزمة ونشيطة وفعالة. وتشبيك وتأهيل قيادة محلية في حوض وادي صفورية، يتماشى مع مبادرات عديدة في امكان مختلفة بالعالم، على سبيل المثال من الممكن ايجاد مبادرة في
למצוא في منطقة الاحواض الكبيرة , الغرب المتوسط في الولايات المتحدة الامريكية وبمبادرة river network . اضافة لذلك فهناك عدة مبادرات ومشاريع قيادية بالمجال، على سبيل المثال في بلينسيكتر بريطانيا وتطوير قيادة نسائية في نبال من قبل هيئة الامم المتحدة. وتطوير قيادة كجزء من مشروع اعادة تأهيل حيز وادي صفورية يتم تنفيذه في عدة دوائر وحلقات/ في الحوض، في المنطقة والمجتمع.
مشروع تطوير القيادة المحلية تم بناءه بالتعاون مع الكلية الاكاديمية اورنيم، وهذه هي المرة الاولى التي يتم اقامة مشروع من هذا القبيل في البلاد حيث اقامة مشروع الأصدقاء والذي يميزه ان كل المشاركين لديهم انتماء للحوض اذ يتم من خلاله التعليم والتطبيق حول كل ما يتعلق بحوض الوادي. وقد تم اطلاق اسم “ينبوع” على المشروع حيث تم اختيار 24 شخصَا من كافة البلدات العربية واليهودية المحيطة للوادي من الناصرة ونوف هجليل وشفاعمرو ورماتي وحنان وابطن وتم التركيز على اهمية التعددية للاجيال والاعمار وللنساء والرجال وتم اختيار كل من ايتمار لبيد وزينب او سويد ليقوما بقيادة المشروع وتدريب الدورة التي شملت لقاءات تعليمية وجولات ميدانية اضافة الى مرافقة مدربين لكل المشتركين ليقوموا بطرح مبادرة بيئية اجتماعية في حيز الوادي.
ومن الأمثلة لتأهيل نشطاء في الدائرة الإقليمية اقامة دورات لتدريب “حراس الوادي” من بين سكان البلدات المحاذية للوادي حيث تمكن المهتمين بالحفاظ على الوادية وبيئته من المشاركة في رعاية وصيانة الوادي والعمل البيئي في محيط الوادي في مختلف المجالات وتتضمن إرشادات من مهنيين واخصائيين في المجال
تطوير القيادة على صعيد المجتمع وذلك بما يتلاءم مع خصائص وخصوصية المجتمع والمبادرات داخله، وتشمل مجالات مختلفة منها الفعاليات التي تحافظ على الموارد الطبيعية المشتركة والتواصل والمبادرات الميدانية منها “عائلات جوالة” في نوف هجليل ومبادرة تطوير الفسيفساء على طول الوادي من قبل سكان بلدتي ألون هجيلل وكعبية-طباش-حجارة.
التطوير والعمل مع النشطاء والقادة في منطقة الوادي، وإقامة شبكة قيادية تعزز التعاون وتسمح بمواجهة الصعوبات والتحديات وتنمي المبادرات التي تفيد الوادي والسكان القاطنين بمحاذاته، مما يزيد ارتباط العديد من الأشخاص بالوادي ويساعد في جعله مكانًا مهمًا للمجتمعات التي تعيش بقربه وعلى ضفافه.
מתוך קורס “ינבוע” לפיתוח מנהיגות מקומית