רז סימון - מלווה את הפרויקט הלאומי לשיקום נחל ציפורי מטעם אגמא
أحد الأجزاء الرئيسية لمشروع إعادة تأهيل حوض وادي صفورية {وادي المك} هو اعادة تأهيل حيز الوادي، وجودة المياه، والتواصل، وزيادة التعقيد الجيومورفولوجي ، مع استعادة البنية التحتية البيولوجية والنظام البيئي الموجود فيها. في المؤتمر الإسرائيلي الخمسين حول العلوم والبيئة والذي عقد مؤخرًا، تم عقد جلسة حوار خاصة ناقشت مشروع إعادة تأهيل وادي صفوية حيث كان الموضوع الاساسي فيها “النظام الإيكولوجي كبوصلة”، حيث قام الدكتور يارون هيرشكوفيتش، مدير مركز البيئة المائية ورئيس فريق البيئة في المشروع، بعرض المبادئ وإطار الفكرة التي من خلف اعادة التأهيل البيئي في الوادي.
ومن هنا فان الدكتور هيرشكوفيتش يعرض وجهة نظر تشمل فهم حالة النظام البيئي للوادي والتي تشكل علامة الأداء العام لامتداد الوادي وعمليات التأهيل المطلوبة وهي متعددة الأنظمة ومترابطة الواحدة بالأخرى بطريقة مركبة وغير متاليه. ان نشاط الانسان له تأثير مباشر على جميع خصائص النظام البيئي في الوادي: كمية المياه، منظومة التدفق، وتركيز المواد المختلفة في المياه، ونقل المواد والطاقة، وهيكل قناة الوادي، وهيكل ضفاف الوادي، والتنوع للأجناس المختلفة في الوادي، حيث ان الترابط العضوي بين الوضع الفيزيائي للوادي وبين المنظومة البيئية يؤدي بنا للسؤال – هل هدفنا اعادة تأهيل المنظومة البيئية او ان الوضع البيئي الايكولوجي يشكل مؤشر للأداء العام في محيط وضفاف الوادي؟
بالاقتراض من عالم الطب، من الممكن النظر إلى اعادة تأهيل الوضع البيئي للوادي، كعلاج طبي لشخص مريض. “العديد من أنظمة الأودية في إسرائيل تخضع لمجموعة متنوعة من الضغوط (multi-stressed ecosystems) حيث انها تؤدي إلى انخفاض في الأداء الوظيفي البيئي، وفي تنوع الخدمات التي يمكن أن يقدمها جسم الإنسان في حالته الطبيعية، بدون تدخل او تأثير انسان اخر. للأودية امكانية تزويد الانسان بالعديد من الفوائد منها مياه الشرب ومياة الري نقل المياه والجرف، إثراء المياه الجوفية، سياحة وترفه وغيرها، لذلك فان هدف اعادة التأهيل هي معالجة الاودية “المريضة” واعادتها لنشاطها وحيويتها.
من أجل تنفيذ هذه العملية المعقدة، يجب فهم اساسي وشامل لمبنى وهيكل ووظيفة النظام البيئي الطبيعي وتشخيص الضغوطات والمعوقات التي ترافقها. وفقط بعد تحديد وتشخيص كافة الضغوط والعوامل المؤثرة على الوضع القائم، من الممكن تطبيق مخطط العلاج محدد الأهداف والغايات الوضحة، على غرار العملية الطبية علاجية” يقول الدكتور هيرشكوفيتش. ان نموذج DSPIR لتشخيص العوامل التي تعيق (Pressures) تشخيص الوضع القائم عن طريق مؤشرات متفق عليها (State) وتحديد تأثير التغير في المؤشرات على الوضع البيئي (Impacts) وتحديد الخطوط العريضة للضائقة على مختلف المستويات (Response). فان نتيجة تبني هذه المنظومة وتحويله لمشروع اعادة تأهيل وادي صفوية، ادى الى الزام اخد قرارات لتنفيذ فعاليات توجيه وتخطيط واسعة للمنظومة عامة ولتنفيذ تقدير للوضع البيئي للوادي.
ان تقييم الحالة البيئية (ecological state) هي منظومة عالمية متفق عليها تقوم السلطات باستخدامها كوسيلة للإدارة الذكية للتجمعات المائية البرية. حيث تشمل منظومة التقييم هذه، مجموعة متنوعة من الخصائص البيئية المختلفة والتي تشمل عدة عوامل بيئية مختلفة مثل نوعية وجودة المياه وكميتها، ومبنى الوادي وضفافه، بالإضافة إلى المكونات البيولوجية بما في ذلك اللافقاريات (الحشرات المائية، الرخويات، سرطان البحر) الأسماك والطحالب والنباتات المائية. اذ يتم استخدام المراقبة البيولوجية كأداة مهمة في نظام مراقبة القنوات المائية الداخلية للعديد من الدول في العالم الغربي مثل الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا والعديد من الدول الأوروبية، حيث تكشف التجربة منذ سنوات ان للمراقبة البيئية ايجابيات كثيرة ومن الممكن ان تساعد السلطات في المراقبة البيئية المستدامة والكشف عن مشاكل وتحديات وايجاد الحلول الممكنة.
في اطار مشروع إعادة تأهيل وادي صفورية، سعينا إلى توسيع نطاق تشخيص الحيز والتفاعل مع النظام البيولوجي، بما يتجاوز تقييم جودة المياه فقط. ولهذا الغرض تم إجراء مسح بيئي متعدد التخصصات للحوض لتشخيص المكونات الحيوية وغير الحيوية في منطقة الوادي. وتم إجراء رصد هيدرولوجي والذي شمل مسح لكافة انواع الأسماك والبرمائيات واللافقاريات الكبيرة والنباتات المائية والتي تعيش على ضفاف الوادي. وتشير معطيات ونتائج المسح الى تعدد وكثرة الانواع والاجناس والتفاصيل المختلفة.
كما وتم أيضًا حساب المؤشر البيولوجيًا بناءً على قيم قابلية اللافقاريات للتلوث والاضطرابات البيئية المختلفة. وبناءً على قيم المؤشر، من الممكن تقييم الوضع البيئي بدرجة واحدة من خمس درجات بين “سيئ” و “ممتاز”. وأيضًا من أجل إتمام الصورة، تم إجراء تشخيص مادي لهيكل الوادي بهدف خلق تطابق بين المتغيرات الجيومورفولوجية في الحوض (التربة، والمياه، والجريان) والمسوحات التي تميز كمية المياه ومركباتها، وكل هذا يسمح لنا بخلق صورة أكثر شمولية لما يحدث في حوض الوادي وبالتالي تحديد التحديات والفرص وتفاعلها مع النظام البيئي في حوض الوادي.
حد أهداف المراقبة متعددة المجالات يهدف الى فهم كيفية عمل وتأثير الإجراءات البشرية اليوم على النظام البيئي، وماذا علينا ان نبحث في المؤشرات الحيوية من أجل التوصل إلى تغيير في وضع الوادي، مثال على ذلك هو حالة Trichoptera وهي حشرة مياه عذبة في سلسلة مكونة من 12000 نوع من الحشرات المائية، كمؤشر بيولوجي للظروف البيئية في الوادي. اليرقة ذات الأجنحة المشعرة هي نوع من الفراشات (Hydropsyche) التي يكون موطنها المفضل منطقة التدفقات وبيئة الاعشاب الموجودة على ضفاف الوادي. وتظهر نتائج المسوحات أنه في القسم العلوي من وادي صفورية وحتى ملتقى وادي وادي يفتحئيل لا توجد زواحف من هذا النوع.
من ناحية أخرى، في المقاطع السفلية حتى لوادي يفتحئيل، فان ظروف المعيشة للحشرات تتحسن وتتواجد به اليرقات والفراشات كما هو متوقع، حيث تشير نتيجة استطلاعات اخرى الى وجود تأثير لتلوث المياه التي تصب من الأعلى، بالإضافة إلى تأثير الزراعة المكثفة ووجود الابقار والمواشي على ضفاف الوادي والتي تزيد من جرف التربة
ان الوجود الطبيعي للزواجف في الجزء العلوي لوادي صفورية وبعد اتمام مشروع التأهيل والاستصلاح ستشكل قادة بيانات ومعطيات لتحسن ظروف معيشة الزواحف حيث اصبحة مناسبة لوجود هذه المجموعات من الحشرات المائية، وبالمثل فإن عدم وجود حلزونات في الوادي في هذا الجزء، يشير إلى انعدام ظروف معيشية مناسبة في الوادي، على الرغم من وجود عدد كبير من هذه الزواحف في الوادي.
ان وجود هذه الانواع من الحشرات والزواحف، هو مثال على وجود الديناميكية بين المكونات البيولوجية والخصائص الفيزيائية للوادي، ويشير الى كيف من الممكن لكل مكون في المنظومة أن يخبرنا بقصة مختلفة عن جودة المياه والتواصل والتعقيد الهيكلي اضافة الى مجموعة عدة ظروف بيئية مختلفة. يهدف تحديد وتشخيص المنظومة بأكملها إلى المساعدة في إعداد خطة عمل لاستصلاح وإعادة تأهيل شامل لحوض الوادي، والتي تتضمن وتشمل سلة واسعة من الأدوات الخاصة لعمليات الاستصلاح وإعادة التأهيل. “التوصيات لإعادة التأهيل والاستصلاح مستمدة من كل الأمور والعوامل التي شاهدناها، وما يميز هذا المشروع كونه مختبر ميداني. وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها جمع غالبية التأثيرات البيئية الموجودة في المنظومة، ونقطة الانطلاقة والاساس هي تكاملية وشاملة. ونحن لا نحل مشكلة واحدة فقط بل يجب التعامل مع كافة المشاكل في ننفس الوقت. وهذا هو تحد كبير” يضيف الدكتور بيركوفيتش
ان المسح القائم اليوم في وادي صفورية يكمل حاليًا مرحلة التشخيص وتحديد وتقييم وظائف المنظومة المختلفة، ومن بينها المناطق الرطبة التي تعيش فيها الاحياء المختلفة والموجودة خارج قناة الوادي (المستنقعات والينابيع والبرك الشتوية) وفي هذه المرحلة يتم صياغة خطة عمل مفصلة لمجموعة متنوعة من عمليات الاستصلاح واعادة الترميم. وكما ذكرنا ، فإن الاستصلاح البيئي بمثابة وسيلة وايضا غاية. حيث تشير عملية الاستصلاح الشاملة إلى تحسين الوضاع في الاماكن والظروف المعيشية لكافة الاحياء وزيادة التنوع البيولوجي، ولكنها لا تنتهي عند هذا الحد. الهدف أيضًا هو وجود وادي نظيف ونقي يتدفق بشكل مستمر وبكون محط انظار وجذب المتنزهين وسكان المنطقة. عندما نلاحظ أن اليرقات والفراشات واليعسوب والحشرات المختلفة تعود للعيش بكثرة في قناة الوادي الى جانب أنواع الأسماك المختلفة والبرمائيات والثدييات، سنكتسب حتما من ناحية تحسن في التنوع البيولوجي، وايضا من ناحية تحسن في البيئة العامة لوادي وحوض صفورية.
מקורות מידע:
- Carr, E. R., Wingard, P. M., Yorty, S. C., Thompson, M. C., Jensen, N. K., & Roberson, J. (2007). Applying DPSIR to sustainable development. International journal of sustainable development & world ecology, 14(6), 543-555.
- Muhar et al. (2018). Restoration in Integrated River Basin Management In: Schmutz, S., Sendzimir, J. (eds) Riverine Ecosystem Management. Aquatic Ecology Series, vol 8. Springer, Cham. https://doi.org/10.1007/978-3-319-73250-3_15
- הרשקוביץ י, כ”ץ א וכהנא א. 2021. ניטור ביולוגי כאמצעי להערכת מצבם האקולוגי של נחלי ישראל. אקולוגיה וסביבה 12(3).
- תודה מיוחדת לדר’ ירון הרשקוביץ, מנהל המרכז לאקולוגיה אקווטית, מוזיאון הטבע ע”ש שטיינהרדט, אוני’ תל אביב על ההרצאה – המערכת האקולוגית כמצפן. הרצאת הפתיחה של המושב המיוחד על הפרויקט הלאומי לשיקום נחל ציפורי שהתקיים בוועידה השנתית לאקולוגיה ולמדעי הסביבה ה-50.
