You are currently viewing الزراعة على ضفاف وادي صفورية – الانتقال للمستقبل

الزراعة على ضفاف وادي صفورية – الانتقال للمستقبل

افي فروبولوتسكي وشاي غلعاد

الزراعة هي امر هام ومركزي في الحيز العام لوادي صفورية، على الأقل في الجزء الذي يبدأ من جبال الناصرة وحتى وصوله والتحامه في نهر الكيشون {المقطع}. وقد عرف الوادي محيط الوادي منذ الفي عام بجودة وغزارة الخضراوات، ومن المؤكد انه منذ الفي عام حتى يومنا هذا قد زادت المحصولات الزراعة التي وصلت للبيوت في الناصرة ومحيطها الى حيفا ومنطقتها من محيط الوادي بشكل ملموس، هذه الحقيقة غير مفاجئة لكل من يعف خصوصية سهل صفورية، لان الوادي يقوم بشكل طبيعي بتزويد امران هامان، الاول سهل طبيعي والثاني مياه غزيره جارية على مدار العام قريبة من المحصولات الزراعية. وعلى امتداد الوادي هناك ينابيع عديدة، منها نبع صفورية بالقرب من الموقع الاثري لصفورية وبلدة تسيبوري، ونبع الاحصنة بالقرب من بلدة الكعبية طباش حجاجرة، في قلب منطقة المروج، الذي تطور على امتداد الوادي، والذي يمد الحياة للمحصولات الزراعية في كافة الاراضي بالمنطقة، منها الخضراوات والمحاصيل الزراعية على الاشجار، كل هذا بظروف طبيعية نادرة نسبة للبلاد كما في السابق، ايضا في هذه الايام فانه تم في سهل صفورية زراعة العديد من انواع الخضراوات واشجار الفاكهة المختلفة التي تتطلب ري المياه بكل متواصل، الا انه في الاراضي البعيدة نسبيًا عن ضفة الوادي تم زراعة محصولات لا تحتاج لمياه طوال العام مثل القمح واشجار الزيتون. في اطار مشروع استصلاح واعادة تأهيل حوض وادي صفورية، قمنا بتنفيذ استطلاع شامل للوضح الحالي للزراعة بالمنطقة، حيث اعد الاستطلاع ليس فقط للتعرف على الوضع القائم اليوم، بل كي يتم ازالة المعوقات حتى يتم تطوير الفعاليات والنشاط الزراعي، اضافة للتعرف على المؤثرات الايجابية او السلبية على الزراعة بالمنطقة وايضًا على الوادي وايجاد طرق لمتبعة وعلاج كافة القضايا والمواضيع. سهل صفورية يقدم مختلف المحاصيل الزراعية المعروفة اليوم في اسرائيل: اراضي زراعية عائلية او مشتركة. زراعة عائلية في المجتمع اليهودي بالاساس في البلدات الزراعية {كفار حسيديم، تسيبوري، وبيت ليحيم هجليليت} وهناك زراعة عائلية ايضا في الاراضي الخاصة لسكان البلدات العربية المختلفة {شفاعمرو، الكعبية طباش حجاجرة، راس علي، الخوالد وغيرها} حيث انه في المنطقة هناك 38000 دونم زراعية، تتقسم بتساوي بين 12000 للبلدات التعاونية الكيبوتسات 11000 للبلدات الزراعية موشافيم، 14500 خاصة {غير تجارية بشكل مباشر} وفقط 900 دونم زراعة مكثفة {تجارية}، اضافة للزراعة يوجد في محيط وادي صفورية ايضا مزارع للمواشي وللحيوانات المختلفة وبجزء منها مراعي مفتوحة للحيوانات   في حين ان الزراعة في البلدات التعاونية الكيبوتسات او في البلدات الزراعية الموشافيم هي ربحية ويتم العمل بها بشكل مكثف، فان جزء قليل من الاراضي الخاصة يصلح للزراعة ليكون مربحًا وهناك اسباب عديدة، منها مشكلة تزويد المياه او سعرها، ارباح وعائدات قليلة، وعدم رغبة لدى ابناء الجيل الشاب للعمل في مجال الزراعة اضافة الى تقليص في الاراضي لكل شخص بسبب وفاة المالكين الكبار بالسن وانتقالها بالوراثة لعدد اكبر. لذلك فان حقيقة ان جزء من الاراضي الزراعة غير مستخدم للزراعة لا تقول انها متروكه واصحاب الاراضي ما زالوا ينتمون لأراضيهم ويستمرون بالعمل فيها ويقوموا بصيانتها اما بهدف الحصول على محاصيل زراعية خاصة بيتية طازجة او بهدف المحافظة على ارث الاجيال السابقة، او ربما تحويل الارض الى مكان للتنزه والترفيه عن النفس خلال عطل نهاية الاسبوع او ربما بالاندماج في مجال السياحة الزراعية التي تتطور في المنطقة. في الاراضي الزراعية التابعة للبلدات التعاونية الكيسبوتسات هناك مساحات كبيرة ووافره، لذلك نرى انه يتم زراعتها بمحاصيل مثل القطن والقمح وبز عباد الشمس، وذلك من خلال ادارة ومتابعة مكثفة {حراثة ارض جاهزة، رش الاسمدة والمبيدات الكيميائية للحشرات} وري جزء من الاراضي {مياه مكرر، مياه الامطار وغيرها} هنا يوجد نمط بتحويل اراضي المحاصيل الزراعية لبيارات بالاساس لاشجار الافوكادو الذي يذر مدخول جيد خلال السنوات الاخيرة او حتى زراعة العنب لصناعة النبيذ. الزراعة في البلدات الزراعية الموشفايم تتجه نحو مجال معين {البصل، الثوم، القطن للزينه، بدورات للتصدير، القنب، ارضي شوك، الفجل وغيرها} اما في الزراعة التابعة للقطاعات تتم زراعة بالاساس الخضراوات المستهلكة في المطبخ البيتي (فجل، شومر ، قرع ، ملفوف أبيض / أحمر ، جزر ، ملوخية ، بقدونس وخس) في ضوء النشاط المكثف للزراعة التابعة للقطاعات، يمكن اعتباره زراعة تقليدية في ظل عمليات التحديث والعصرنة. ان استصلاح وإعادة تأهيل وادي صفورية واعادة جريان المياه فيه كما كان عليه في القدم، من ناحية كمية المياه ومن ناحية جودتها، ووفقًا للمعطيات التي تم جمعها مؤخرًا، فإن الزراعة تساهم في هذه المشكلة ، ولها جزء في التسبب بتلوث المياه ، وخاصة تسرب الأسمدة والمبيدات من الحقول ، فضلاً عن تآكل التربة. يمكن معالجة هذه التسريبات وتقليلها كجزء من المشروع. ويأتي معظم تلوث مياه النهر من جريان مياه الصرف الصحي من الخزانات أعلى حوض الصرف. جميع أنواع الزراعة تستخدم مياه حوض الوادي بشكل مباشر أو عن طريق تخزين مياه الفيضانات. ومن الممكن إعادة توزيع هذا المورد بطريقة يستمتع بها الوادي أكثر من اليوم. مثل هذا التغيير مشروط بأن تحل مشكلة رسوم المياه بدل من ضخ المياه المباشر الذي سيسمح للمزارعين ، وخاصة القطاعات، بالحصول على ارباح من عائدات الزراعة في اراضيهم. اعادة تأهيل واستصلاح الوادي تعني أيضًا استعادة الموائل على جوانبها ، والتي يزرعها حاليًا مختلف المزارعين. وهذا يتطلب اقامة اتفاقيات بمنظومة “خذ واعطي” التي من شأنها تغيير الوضع إلى الأفضل. قضية أخرى تحتاج إلى ايجاد حل هي سياسة هيئات التخطيط الإقليمية والقطرية بما يتعلق بالبنية التحتية الزراعية الموجودة في الأراضي الخاصة (ليس أراضي الدولة). حاليًا هناك نقص في توجيه وإرشادات التخطيط التي، بالإضافة إلى الحظر وأوامر الهدم ، تلبي أيضًا الاحتياجات المحلية.       علينا ان نتذكر دائمًا أن المناطق الجميلة والمزروعة في مرج صفورية هي أساس المعيشة لأشخاص ايجابيين ونشيطين الذين يعملون بكد وجد لتمكيننا من الحصول على اطعمة صحية وطازجة. هناك العديد من الحالات التي تحدث الاضرار للأراضي الزراعية من قبل سيارات الدفع الرباعي والمتنزهين الذين يدخلوا إلى الأراضي الزراعية المفتوحة. وهنا نطلب من جميع سكان المنطقة والمتنزهين والزائرين بالمساهمة بحماية المناطق الزراعية المفتوحة وعدم التسبب لها بأضرار .

اترك تعليقاً