You are currently viewing المرونة والإبداع في حلول تنظيم الجريان السطحي في البيئة الحضرية

المرونة والإبداع في حلول تنظيم الجريان السطحي في البيئة الحضرية

كتبت : رفيطال ريكلين - اغما

يبدأ وادي الملك من اعالي قرية الرينة، القاطنة في في سلسلة جبال الناصرة، أسفل مدينة نوف هجليل. في الماضي البعيد، كان الأهالي يستغلون ويستفيدون من مياه الينابيع، لكن سيرورة وعمليات التحضر والتمدن والبناء على الاراضي المفتوحة، تسببوا بصعوبات كبيرة لمجرى المياه من الينابيع مما تسبب لحدوث فيضانات كبيرة في فصل الشتاء الماطر. وكان ايجاد حلول التصريف داخلي قرية الرينة امر مركب للتنفيذ وتطلب الامر ايجاد حلول مختلفة.

التقينا لمحادثة مع السيد ران مولخو، مدير عام مكتب التخطيط الهندسي “ليغيم – مشاريع بيئية م.ض” الذي ادار التخطيط وادارة الجريان السطحي في معالي قرية الرينة، لصالح سلطة تصريف واودية كيشون، وهو جزء من اعادة تأهيل واستصلاح وادي الملك، حيث يعلم السيد مولخو ومنذ سنوات طويلة عن تحدي بايجاد حلول جذرية لقضية الفيضانات، ومع ذلك الحديث يدور عن حيز مركب يشمل عدة تحديات تؤثر على ادارة الجريان، ومن بين ابرز التحديات في ايجاد الحلول هو الحل الهندسي للتصريف داخل القرية بسبب الكثافة في البناء ومشكلة البنية التحتية واستعمال الاراضي في مقطع الجدول.

إلى جانب ذلك، فإن تطوير مدينة نوف هجليل القاطنة في اعالي جبل الرينة وحوض التصريف وايَا توسيع المنطقة الصناعية هار يونا، يؤدي الى تغيير سطح الارض والى زيادة الجريان السطحي الذي يصل إلى قرية الرينة بشكل أكبر. مشكلة أخرى تتفاقم هي التلوث الذي يصل من المنطقة الصناعية هار يونا، والذي يأتي بالأساس من الكراجات وورش التصليح التي منها يتم جريان الزيوت الصناعية والوقود، اضافة الى ان منطقة الحرش تم استخدامها كمكب غير مرخص للنفايات حيث كانت به كميات كبيرة جدًا من النفايات، لذلك فان كل هذه التحديات تتطلب التطرق اليها والتعامل معها لإيجاد أفضل الحلول للجريان ولمخاطر الفيضانات في قرية الرينة.

مثال لرمي النفايات بشكل غير قانوني ودون رقابة في منطقة الحرش، قبل ان يتم تنظيفها وتنظيمها كجزء من مشروع تنظيم جريان المياه {تصوير: ران مولخو}

بعد البحث والاختبار، أدرك السيد مولخو وشركاؤه أنه من غير الممكن تقليل الحجم الإجمالي للمياه، ولكن من الممكن تقليل التدفق (كمية المياه لكل وحدة زمنية) التي تدخل لمنطقة القرية عن طريق تأخير جريان المياه في منطقة مفتوحة بالحرش الموجود في اعالي القرية، قبل أن تدخل التدفقات وتص للقرية. هكذا يتم كسب الوقت، والميه تتدفق بشكل أبطأ إلى القرية، ومنظومة التصريف في القرية بإمكانها استيعاب تدفق كميات المياه واخراجها قبل وصول جريان اخر وفي هذا المفهوم تم تخطيط وتنفيذ هذا العام نوعان مختلفان من المدرجات لتنظيم الجريان السطحي منطقة الحرش :

نوع واحد هو السدود المصنوعة من التراب المحلي الذي يمكن به سد القناة، والتي يوجد بداخلها جدار خرساني لمنع اندفاع المياه، وانبوب ذات معدل تدفق مشابه لمعدل تدفق المياه في القرية وتدفق الجريان السطحي. الماء. العنصر الثاني عبارة عن مصاطب مكونة من أحجار – صخور ذات فراغات متقطعة بينها بحيث يتدفق الماء من خلال الفراغات في  نقاط مختلفة وليس بطريقة مركزة وتآكلية.

يتيح الدمج بين نوعي المصاطب الارضية الخاصة بالحصول على مزايا مختلفة وتكميلية في نفس المنطقة. وبالتالي، فإن السدود الترابية تتطلب تدخلاً في وضعية الأرض على نطاق أوسع، لكنها مدمجة في المناظر الطبيعية ومغطاة بالنباتات، كما تسمح باستخدام التراب الزائد من الأعمال الأخرى في المنطقة المجاورة. تتطلب المصاطب الصخرية عرض تدخل أصغر وتسمح بإطلاق موزع وأقل نشاطًا للمياه، ولكن من ناحية أخرى، فإنها تخلق عنصرًا غريبًا في المنطقة الطبيعية، وقد تشكل ضرر في المنظر الطبيعي. أيضًا، تخلق هذه المدرجات الاسمنتية تحديًا معينًا في قياس التدفقات وكميات المياه عند المخرج. بالمقارنة مع المزيد من الحلول الهندسية، تتطلب المدرجات صيانة مكثفة أكثر من مجرد حلول هندسية بحتة، ولكن هذا أيضًا بسبب الغرض منها – أن تكون “منقي” في مدخل البلدة وللمنظومة البلدية. وحتى الان فقد مر فصل شتاء واحد ووفقًا لما يقوله مولخو فان الحل يعمل بشكل جيد جدي، لكن يجب فحصه لفترة طويلة.

نوع الحل الذي تم الحديث عنه هنا  ليس فريدًا بالنسبة لقرية الرينة حيث انه تم تنفيذ عدد من المشاريع المماثلة في أماكن أخرى في جميع أنحاء حوض نهر الكيشون ولكنما يميز الامر في الرينة هو الجمع بين أنواع مختلفة من المدرجات التي تخلق نموذجًا مثيرًا للاهتمام من خلال الرصد والبحث، في نطاق المشروع الكبير نسبيًا الذي نتج عن المشكلة الكبيرة للفيضانات، وكذلك بالتزامن مع تطوير المنطقة لتكون منطقة تنزه طبيعية. هنا هو المكان المناسب للقول إن المشروع لم يرقى إلى حلول تنظيم الجريان السطحي فقط  لكنه تضمن مفهومًا أكثر شموليًا لتطوير منطقة لاحتياجات المجتمع من ناحية والحفاظ على الميزة والخصوصية البيئية للمنطقة من ناحية أخرى.

وفقًا لما يقوله السيد مولخو، فانه كان من المقرر تحويل المنطقة إلى محمية طبيعية مخصصة لزهر السوسن، التي تتواجد في المنطقة ولكي لا يتم التسبب بأضرار بيئية للمنطقة فقد تم تنفيذ التخطيط وفقًا للتفاصيل في المنطقة، والى جانب ذلك تم تنفيذ اعمال تطوير في الحرش – مثل اقامة المسار خاص، والعاب تسلية، وموقف للسيارات- كل هذا بهدف اتاحة المكان لجميع المواطنين، ولخلق حيز مجتمعي. وامر اضافي هام  اخر تم تنفيذه كأساس لأعمال تنظيم الجريان السطحي وتطوير المنطقة، هو إزالة النفايات من قبل بلدية نوف هجيلل ثم وضع حاجز وبوابة عند مدخل الحرش من اتجاه الرينة لمنع تكرار كب النفايات بالمنطقة.

סוג הפתרון המתואר כאן אינו ייחודי לריינה ונעשו מספר פרויקטים דומים במקומות נוספים ברחבי אגן היקוות הקישון, אך הייחודיות כאן היא בשילוב סוגי הטרסות השונים שיוצר מודל מעניין למעקב ומחקר, בקנה המידה הגדול יחסית של הפרויקט שנבע מעוצמת בעיית ההצפות, וכן בשילוב עם פיתוח השטח לצורכי טיילות. כאן המקום לספר שהפרויקט לא הסתכם בפתרונות וויסות נגר בלבד, אלא שילב תפיסה כוללת יותר של פיתוח שטח לצרכי קהילה מחד ושל שמירה על הייחודיות האקולוגית של השטח מאידך. לדברי רן, השטח היה מיועד להפיכה לשמורת טבע אירוס נצרתי שהוא מין אנדמי לאזור זה, ועל מנת לא לפגוע בפרטים בשטח, נעשתה עבודת מיפוי של פרטי האירוס והתכנון בוצע בהתאם לממצאים. לצד זאת, נעשו עבודות פיתוח ביער – שביל, מתקני פיקניק וחנייה מונגשת –  על מנת להנגיש אותו לתושבים ולייצר מרחב קהילתי ומזמין. דבר חשוב נוסף שנעשה, כבסיס לעבודות ויסות הנגר ופיתוח השטח, הוא פינוי הפסולת על ידי עיריית נוף הגליל ולאחר מכן הצבת מחסום בכניסה ליער מכיוון ריינה כדי למנוע הישנות של שפיכת פסולת ביער.

ممر مشاة، كجزء من أعمال التطوير والاتاحة التي تم تنفيذها في الحرش {تصوير: رفيطال ريكلين}

من منظور أكثر شموليًا، يعد المشروع جزءًا من عدد من المشاريع لتطوير بيئة الوادي والبنية التحتية للصرف في قرية الرينة  والتي تم تنفيذها في الماضي أو المخطط تنفيذها في المستقبل كجزء من استصلاح واعادة تأهيل وادي الملك. والشركاء في المشروع إلى جانب سلطة تصريف واودية كيشون، هم كاكال، سلطة الطبيعة والحدائق المجلس المحلي الرينة، بلدية نوف هجليل ووزارتي الزراعة وحماية البيئة.

إلى جانب المشروع البنيوي، هناك امر اخر هام جدًا وهو العمل التربوي ومجتمعي الذي تقوده السيدة طال راطنير، مديرة قسم التربية والمجتمع والبيئة في سلطة تصريف واودية كيشون، والتي تؤكد انه خلال اشر الصيف سيتم اقامة الفعاليات الجماهيرية، حيث سيتم اقامة فعاليات مرة كل شهر وتشمل اقامة معارض ومقهى بهدف تنشيط السياحة وكشف المواطنين على الحيز الجديد ومنحهم امكانية التنزه وان يكونوا جزء من المشروع الاقتصادي في مجال السياحة المحلية.

عندما سألت السيد ران مولخو ما يعتبره نجاح للمشروع بنظره، أجاب إجابة متفائلة تظهر ميزة الايمان بنظره عامة ذات فائدة شاملة لكل المشروع البنيوي. ووفقًا لأقواله فإن التغيير باين للعيان على ارض الواقع “الوعي للمجال اخذ في الازدياد. والسكان يستوعبون انهم يخسرون في حال لم يحافظوا على ما تم بناءه وانجازه، وهناك تجاوب كبير، ويتم اقامة سباقات، يتم حضور طلاب المدارس للحرش، والمجلس المحلي وقسم التربية والتعليم جزء هام وحيوي من المشروع. وبالنسبة للمجلس المحلي فان قضية النفايات والتلويث والتصريف امور هامة جدًا بالنسبة لهم”.

بالنسبة للسيد مولخو انها تنفيذ اعمال التصريف سيمنح تخفيف ضغط كبير على بيوت القرية التي عانوا من الفيضانات، ويأمل انهاء الاعمال وتطوير الحرش باقرب وقت على امل ان يعود بالفائدة على المواطنين وسكان القرية، اما بالنسبة لرؤيته العامة بالنسبة لوادي الملك فيقول مولخو انه يأمل ان يتحول الوادي الى مسار نقل مركزي ويومي للمشاة.

 

 

اترك تعليقاً