رفيطال ريكلين – اغما
كجزء من المفهوم التكاملي والشمولي لسلطة تصريف واودية كيشون، ومشروع استصلاح وإعادة تأهيل وادي الملك، هناك اعمال واسعة النطاق ومتنوعة مع التجمعات السكانية والمجتمعات المختلفة التي تعيش في محيط الوادي. أحد المجالات التي تم تحديدها كقضية أساسية ومركزية في خطة عمل المشروع، هي تطوير وتنمية السياحة في حوض الوادي وتعزيز الاقتصاد المحلي. تمت كتابة الخطة خلال مرحلة التخطيط للمشروع من قبل الدكتور غاليت غيسول، وفي العام الماضي حاز التنفيذ على زخمًا مع بدء عمل مدير المشاريع السياحية السيد غيل ميلل.
إن الصورة المستقبلية كما حددها فريق المشروع لهذه المنطقة هي أن “ترميم الوادي يخلق فرصًا للتكوير والتنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياحية. ان السياحة في منطقة حوض الوادي تزدهر باستمرار وتمكن المجتمعات المحلية بإنشاء محتوى فريد وللتمتع من وادي مستصلح يتمتع في بيئة طبيعية ومناظر خلابة”. ان أساس التطوير الاقتصادي السياحي يتم في مناطق معينة، في مداخل البلدات وليس بالضرورة في محيط او بالقرب من الوادي، مما يؤدي الى إقامة وانشاء وتطوير السياحة المجتمعية المحلية وإنشاء مجتمع سياحي، والذي يقوم على التعاون وتعزيز القيم والحياة المشتركة والتعرف والألفة والاحترام المتبادل والمشترك للمجتمعات في المنطقة. يتم تطوير مشاريع سياحية من قبل سكان حوض الوادي بطريقة قائمة على احترام البيئة والمحافظة عليها في محيط الوادي.
المنتج السياحي ذو علامة تجارية يتيح ممارسة أنشطة متنوعة ومختلفة وتواجد وإقامة مستمرة وترك المنفعة الاقتصادية في المنطقة بمعنى اخر دعم ومحرك اقتصادي، وهي رافعة مهمة للحفاظ على الطبيعة والتراث ويشجع الأنشطة الترفيهية في الحيز العام المفتوح “(من خطة العمل). وبجملة واحدة، يمكن القول بأن مفهوم تطوير التنمية السياحية في حوض الوادي قائم ويعتمد على العلاقة المتصلة والمتواصلة والايجابية مع الوادي ومع الطبيعة، وعلى تعزيز الاقتصاد المحلي والاعتراف بالسياحة على انها جزء لا يتجزأ من كل المجتمع الذي يعيش ويحيط بالوادي. لذلك، يدعو ويدعم المشروع مجموعات واسعة من المبادرات المحلية الشخصية الفردية او القائمة على مشاركة المجموعات والمنظمات الاجتماعية المنتشرة في كافة محيط حوض الوادي.
ان نمط وطريقة عمل السيد غاي وطاقمه المهني، هو خلق مجتمعات سياحية معززة وقوية، تملك الإمكانيات والمعرفة بهدف ان تكون مستقلة بأقرب وقت ممكن ويتمكنوا من العمل والتطوير الشخصي والمهني دون الاحتياج لاي مرافقة ودعم من أي جهة او طرف أخر.
ان خطة العمل تم بنائها وفقًا للتوجه القائم على المرافقة المهنية، وإقامة المجتمعات السياحية وتقوية وتعزيز العلاقات والتواصل فيما بينهم وتنفيذ الدورات المهنية المختلفة التي من شأنها تمكين وزيادة الوظائف والعمال من المنطقة، حيث ان أساس الدعم المالي للمبادرات الاقتصادية الاجتماعية السياحية تبدأ بالانخفاض والتقليص خلال فترة إقامة المشروع. ان الدورات وتشجيع المبادرات قائمة على سياحة صديقة وودية لحوض الوادي وللبيئة المحيطة به مع التشديد على القوة والتميز المحلي خاصة القائمة على السياحة التراثية كما هو موجود وقائم في المجتمعات المختلفة اليوم منها الضيافة والأكل التراثي، القطف، قطع العسل، صناعة الاجبان، ورشات لصناعة المنتوجات التراثية القديمة وغيرها. واحدى اهم النقاط المركزية هي إيجاد وخلق فرص عمل ودعم الاقتصاد المحلي بالمجتمع العربي خاصة للنساء في المنطقة بهدف زيادة أماكن وفرص العمل ايضًا في البيوت القريبة من محيط الوادي.
في العام الماضي تم تنفيذ نشاطات بهدف تأسيس المجتمعات السياحية في محيط الوادي والبدء في العمل، بالرغم من ان الحرب أدت الى تباطئ كبير وهو امر طبيعي في الربع الأول من العام الحالي. ومن بين الدورات السياحية التي تمت اقامتها في أعالي وادي الملك -للعاملين في السياحة في قرية الرينة ومحيطها- دورة لتطوير السياحة والتي هدفت لمنح العاملين والمختصين في السياحة أدوات عملية للتسويق، والإدارة الاقتصادية والتشبيك وغيرها. وكانت المفاجأة بان نجاح الدورة انتشر بشكل كبير بين الجمهور عامة والعاملين في المجال بشكل خاص حيث كان هناك طلبات إضافية لإقامة دورات إضافية وهذا ما حصل بالفعل حيث تم إقامة أربعة مجموعات تعليمية سياحية في بلدات إضافية منها الرينة وتسيبوري وبيت زرزير والكعبية طباش حجاجرة.
من أجل العمل بشكل دائم ومستمر لنمو المجتمع السياحي، تم تعين مركزة سياحة مجتمعية لكل مجموعة، حيث تكون مسؤولة عن شمل ومبادرة وتنسيق اعلامي. وقد بدأت نشاطات هذه المجتمعات تأتي نتائجها من خلال الفعاليات الكبيرة والملفتة للنظر في قرية الرينة وفي اطار مهرجان القطيف في الزرازير بالقرب من الوادي وغيرها.
هذا العام هناك استمرار للفعاليات المختلفة، منها افتتاح دورة إضافية في قرية ابطن للعاملين في مجال السياحة، وافتتاح دورة أخرى في قرية رأس علي بمشاركة 28 شخص من المنطقة بما في ذلك من شفاعمرو، حيث يتم تمرير مواد تعليمية وتدريب للمشاركين لمعرفة المنطقة وميزاتها وخصوصياتها حيث يشارك في تعليم الدورة ايضًا اياد برغوثي.
كمان ان هناك دورة إضافية مميزة وخاصة هي “نساء العسل” والتي يقودها يوسي اود وغالي كيدار، حيث تتعلم المشاركات في الدورة ويكتسبن المعرفة العملية عن مجال تربية النحل وجني العسل، كما تثوم المشاركات بالتجربة الفعلية في المجال وبتجهيز منتوجات مختلفة من العسل، وجزء من المشاركات اعربن عن رغبتهن وتخطيطهن في البدء بتأسيس مصالح تجارية في المجال من خلال اكتساب المعرفة والتعليم في الدورة، وبعد نجاح الدورة هناك طلب على افتتاح دورة إضافية شبيها.
من اليمين: لقاء دورة “نساء العسل” مع روعي سبوراي. من اليسار : لقاء في اطار دورة السياحيين في محيط الوادي (تصوير : طال راتنير)
وخلال العام الحالي يتم التخطيط لإقامة وافتتاح دورات إضافية لإعداد الجبن ولمهن تراثية اضافية. وبالنسبة للمهن التراثية فان الهدف هو إقامة دورات لمهن مختلفة تكون اساسًا لإقامة وتسويق المهرجانات السياحية، حيث يتم التخطيط لإقامة مهرجان سنوي في مجال توثيق العاملين في المهن التراثية (بالتعاون مع غالي كيدار، ومجلس الحفاظ على الأماكن التراثية وبمشاركة جهات إضافية).
يشهد مديرو مجالات السياحة والمجتمع في مشروع وادي الملك أن كل هذه الدورات التأهيلية تجذب جمهورًا كبيرًا وواسعًا من مجموعة متنوعة من البلدات التي لم تشارك حتى الآن في الأنشطة الموجودة بمحيط الوادي للانضمام إلى الدورات التأهيلية المختلفة. كما أنها تؤدي إلى التعارف المتبادل بين المشاركين في الدورات التأهيلية، وهناك استمرار ورغبة في التواصل خارج اطار الدورة التأهيلية – وأحيانًا حتى بين أشخاص من نفس البلدة التي يتبين انهم لا يتعرفون الواحد الأخر. كما أن بعض المشاركين في الدورة التأهيلية بمجال السياحة لديهم اهتمامات للمشاركة في الأنشطة المجتمعية والدورات التدريبية الأخرى كجزء من المشروع. وتشهد هذه الأمثلة على العلاقة الوثيقة القائمة بين قضايا السياحة والتعليم والمجتمع في المشروع، كما تنعكس هذه العلاقات بشكل طبيعي في العمل المشترك لفرق المشروع – السياحة، والمجتمع والزراعة والتعليم.
كل هذا يتم إضافة الى هذه الدورات التأهيلية، يتم التخطيط لإقامة أيام دراسية وتأهيل مهني لمدة يوم، بالتعاون من مؤسسات ووزارات حكومية وجهات خارجية إضافية وفقًا للاحتياجات التي يتم لمسها من خلال التواصل مع المهتمين والعاملين في مجال السياحة مثل دورات تأهيلية لمرشدي سياحة ومسوقين ووكلاء سياحة.
نشاطات إضافية سيتم اقامتها خلال هذا العام وهي استمرار البحث عن البحث عن عاملين وناشطين في مجال السياحة، وإقامة مجموعات وتجمعات سياحية إضافية على طول ضفاف الوادي، واستمرار دعم المبادرات التي تأتي من مجموعات السياحيين كجز من تعزيز السياحة والترابط والتشبيك، وبالقابل سيتم إقامة نشاطات وفعاليات في مجال البنية التحتية التي تقوي وتعزز السياحة، ومن بينها:
- بناء أساس لموقع انترنت يشمل معلومات للسائحين والمتنزهين في المنطقة من مطاعم وورشات وأماكن نوم وفعاليات مختلفة.
- مسح كافة الاحتياجات السياحية في منطقة اسفل الوادي
- تفكير مبتكر لإيجاد حلول وامكانيات لتطوير المبادرات الاقتصادية المحلية في المناطق الزراعية الموجودة بملكية خاصة.
كما أسلفنا، هناك علاقة طبيعية وقوية بين المجالات المختلفة للسياحة والتربية والمجتمع في مشروع حوض وادي الملك. وهذه العلاقة تأتي من خلال الفعاليات الخاصة السنوية في منطقة الوادي مثل “مهرجان الربيع في وادي الملك” وهو مهرجان قائم على التعاون بين كافة الجهات المشاركة والمعنية إضافة الى السلطات المحلية في محيط الوادي، ويهدف الى الاحتفال في مجالات مختلفة بين المجتمعات في المنطقة، ويمنح المهرجان الفرصة لكافة العاملين بمجال السياحة ان يكونوا جزء من هذا الحدث من خلال مبادراتهم المختلفة والمميزة ومنح الخدمات السياحية المختلفة منها الضيافة والمشاركة في البازارات والورشات المختلفة.
مجتمع السياحيين في وادي الملك تتجه نحو ان تكون “مجتمع لمجتمع” من خلال سيرورة خاصة ومميزة، ومجتمع سياحيين قدامى الى جانب مجتمع سياحيين جدد واخذة بالتطور، حيث تلتقي بهدف تبادل الخبرات والتجارب وإقامة الدورات والمهرجانات والبازارات المختلفة. وهذا المسار يتم بالمقابل للتركيز على التخطيط لاقامة البنية التحتية السياحية وإقامة المتنزهات ومسارات المشي والمناطر وغيرها.
شكر خاص: للسيد غاي ملل والسيدة غالي كيدار على المساعدة في الكتابة